قال المخرج السينوغراف المغربي عبد المجيد الهواس إن “بروز السينوغرافيا جاء بعد توالي تخرج الأفواج من المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، ومن مميزاتها أنها أخرجتنا من المفهوم التقليدي للديكور”.
وأوضح الهواس، خلال مروره ضمن برنامج المواجهة “FBM” الذي يعده ويقدمه الناقد والإعلامي بلال مرميد، ويبث على قناة ميدي1 تيفي، أن “السينوغرافيا لم تعد مقترنة فقط بالديكور، بل هي في الأصل جزء من الكتابة (الكتابة البصرية، وكتابة الصوت…)”، مؤكدا أن المغرب أصبح نموذجا يحتذى به في هذا المجال مقارنة مع باقي الدول العربية.
وفي سؤال حول مدى التوظيف السليم للسينوغرافيا في الأعمال الفنية الحالية قال الهواس إن “الأهم في الوقت الراهن هو التحول من التصورات التقليدية التي تعتمد على التراتبية بين المخرج ومنفذ الديكور والمكلفين باللباس والماكياج والإضاءة…”، مشيرا إلى انفتاح السينوغرافيا خلال السنوات الأخيرة على التكنولوجيا الحديثة، “لكن هذا لا يعني أن جميع الأعمال توظفها بالطريقة الصحيحة والمؤثرة”.
وأوضح المتحدث ذاته أن “مسؤولية فشل عمل ما لا يتحملها السينوغراف، بقدر ما يتحملها الفريق، وخاصة قائد القاطرة، وذلك في ظل الإكراهات المالية المرتبطة بالإنتاج”، موردا أن “التركيز ينصبّ في الوقت الراهن على الكم عوض الكيف”.
وشدد خريج الدفعة الأولى للمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي على أنه “من 1990 إلى اليوم تحققت مجموعة من الأمور الجيدة، من بينها دراسة السينوغرافيا وتطورها على مستوى التكوين بالمعهد، ما أسفر عن بروز تجارب جد مهمة، مع العلم أن تأسيس تجربة معينة يقتضي بالأساس وضع مشروع فني في المستوى”.
ويرى “ضيف برنامج المواجهة” أن “الإخراج والسينوغرافيا ملتحمان مع بعضهما”، لافتا إلى أنه “من الرواسب القديمة أن المخرج هو ذلك الممثل المتقاعد الذي لم يعد قادرا على أداء الدور الأول في عمل ما، في حين أن السؤال الذي يجب طرحه: من هو المؤهل أكثر للقيام بالإخراج؟ بالنظر إلى الدور الكبير الذي يلعبه السينوغراف”.
وبخصوص واقع المجال الفني في مدينة تازة أوضح عبد المجيد الهواس أن “هذه المدينة تتوفر على مجموعة من الطاقات المهمة في الغناء والتشخيص وغير ذلك… لكن بقاء الفنان داخل تلك المدينة يعرقل تطوره بسبب انحصاره في ضيق المجال”.
وأضاف الهواس، في السياق ذاته، أن “مجموعة من الطاقات الشابة في مدينة تازة تشتغل وتجتهد بإمكانياتها الخاصة والبسيطة”، مشيرا إلى “تخلي ممارسين في مجال المسرحي بالمدينة عن الميدان بعدما تعبوا، وحجتهم في ذلك أن الفن لم يعد ينفعهم في شيء”.
وتعليقا على اشتغالاته مع أبناء مدينة تازة في المجال الفني والمسرحي قال المتحدث ذاته: “من جانبنا نحن مستعدون على الدوام لتأطير الورشات والاشتغال مع الشباب، لكن استمرار هذه المبادرات يبقى رهينا بالجهات التي تنظم الملتقيات”.
المصدر: وكالات