عن منشورات “مؤسسة أفرا للدراسات والأبحاث”، صدر حديثاً للأستاذ الباحث في علوم الإعلام والتواصل مهدي عامري كتاب جديد يحمل عنوان “تواصل بلا حدود”، حاول من خلاله مقاربة وتناول قضايا عديدة تدور في فلك تطور وسائل الاتصال والإعلام، خاصة في “زمن الذكاء الاصطناعي”.
وحسب ورقة تعريفية بالإصدار الجديد الواقع في 100 صفحة، توصلت بها جريدة هسبريس، فإنه عبارة عن دراسة تغطي ثلاثة مواضيع أساسية، تتوزع على مقاربة مجالات “التواصل والذكاء الاصطناعي”، “الصحافة والأخبار الزائفة”، ثم تجربة “التعليم عن بعد”.
“نريد أن نتحدث عن موضوع مستجد ينبثق من قلب الثورة الرقمية العالمية التي نعيشها اليوم. هناك كمٌّ هائل من البيانات يغمرنا من كل جانب، ويجعل الإنسان المعاصر محاصرا من جميع الجهات بطوفان من المعلومات. إن وفرة المعلومات وسيَلانَها اللّامنتهي أدخلنا إلى عصر تقني ورقمي سائل ضاع معه الإنسان والمعنى”، يورد عامري في نبذة عن كتابه، قبل أن يتساءل ممهدا: “ماذا نفعل بهذا الجيش العرمرم من المعلومات الغفيرة والوفيرة التي أفقدت الإنسان حريته وبساطته ولوحت به في عالم من الفراغ والتمزق النفسي والتشرذم الروحي؟”.
ويتابع المؤلِّف محاولا الإجابة: “لا نحتاج البتّة إلى هذه الوفرة المُخيفة من البيانات، إنها تسلبنا فطرتنا. الوفرة تساوي الفراغ…”، مسجلا أن “الثورة الرقمية تطرح أسئلة فلسفية وجودية وإيثيقية على جمهور الطلاب والباحثين والأساتذة والمفكرين، ناهيك عن المتابعين البسطاء لتحولات وتحوُّرات الرقمنة العابرة لزمكان ما بعد الإنسان”، مستدلا بأنه “قبل عقود قليلة لم يكن هناك أحد يتحدث عن الذكاء الاصطناعي أو صحافة الخوارزميات أو الإعلام الرقمي”.
كما ورد ضمن أبرز أفكار الكتاب: “كل هذه المفاهيم/ المَدارس لم تكن موجودة. إنّ طوفان الرقمنة غيَّر حياتَنا وفتَحَها على مجموعة من الإمكانات الهائلة، إلى درجة أن بعض ناشطي يوتيوب يزعمون أن الإنسان المعاصر دخل في سباق جنوني مع الآلة، وأن المعارك المقبلة في تاريخ البشرية ستدور رحاها بين الإنسان والروبوتات”.
وبعد استعراضه “دواعي تأليف الكتاب”، يتطرق عامري في مؤلفه إلى محاور “واجبات وحقوق الصحفي في عالم ما بعد الوباء”، و”مهارات التعلم الذاتي”، ثم “كلمات للإلهام والأمل”.
كما يقارب الكتاب ضمن فصوله “تحوّلات التعليم عن بُعد في زمن الوباء”، راصداً “تحديات وآفاق التعليم الرقمي في عالم متغير”، قبل أن يتساءل في شق خاص عن “كيفية محاربة الأخبار الزائفة على السوشيال ميديا؟”، ومدى “نجاح الصحافي في زمن الذكاء الاصطناعي”، ثم “التعليم عن بعد.. بين الحاضر والمستقبل”.
“هل تُحررنا روبوتات الذكاء الاصطناعي من عبودية العمل؟”، يتساءل عامري ضمن فصل آخر، مُعرجاً بعد ذلك على “مهارات المذاكَرة الفعالة للامتحانات”، قبل أن يختم بتقديم “خمس قواعد ذهبية لتأليف الكتب”، حسب ما طالعته هسبريس في الفهرسة.
يشار إلى أن الكتاب سيكون متوفراً ابتداء من يوم الأحد 25 فبراير 2024 بأبرز المكتبات في عدد من المدن المغربية.
المصدر: وكالات