مازال الطلبة المغاربة بأوكرانيا أمام مشوار طويل لاستعادة سياقات الدراسة في صيغتها الطبيعية، فرغم اعتماد التعليم عن بعد لفئات مهمة، تواصل العائلات تقديم مقترحات دراسة حضورية في بلدان الجوار أمام استمرار أجواء الحرب في أوكرانيا.
وينتظر طلبة أوكرانيا تفاعل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار المغربية مع مراسلة وجهت نهاية الشهر الماضي، بغرض تفعيل الشراكات مع رومانيا وبلغاريا، وبحث فرص نقل الطلبة المتمدرسين عن بعد إلى جامعاتهما، للاستفادة من دروس حضورية.
واقترحت الجمعية الوطنية لأمهات وآباء طلبة المغرب بأوكرانيا تدخل السلطات المغربية لدى الأوكرانية من أجل التراجع على مقاربة تمييزية تطال الطلبة المغاربة برفض الجامعات الأوكرانية تسجيلهم في المؤسسات الأوروبية، وهو الأمر المعمول به بالنسبة للطلبة الأوكرانيين.
وكان آباء وأولياء أمور الطلبة المغاربة العائدين من أوكرانيا عبروا عن استنكارهم ما جرى تداوله حول تواصل بعض الجامعات الأوكرانية مع بعض الطلبة من أجل حثهم على العودة لاستئناف الدروس حضوريا.
ويتعلق الأمر بامتحان “الكروك”، ويعني طلبة السنة الثالثة في التخصصات الطبية، وطلبة السنة الخامسة في الصيدلة وطب الأسنان؛ ويعتبر اختبارا مصيريا للنجاح، لا يلغى سوى بقرار مركزي من مؤسسة متخصصة في تنظيمه بشكل مستقل عن الجامعات الأوكرانية.
عبد القادر اليوسفي، رئيس الجمعية الوطنية لأمهات وآباء طلبة المغرب بأوكرانيا، سجل أن السفارة الأوكرانية بالمغرب راسلت وزارة الخارجية لبحث تفاصيل إسقاط الامتحانات الحضورية في ظل استمرار سياقات الحرب بين روسيا وأوكرانيا.
وأضاف اليوسفي، في تصريح لهسبريس، أن العائلات لا يمكن أن تغامر بالأبناء وتبعثهم صوب أوكرانيا في الظروف الراهنة، مشددا على أن “الطلبة يجتازون الامتحانات عن بعد من المغرب، ويجب إلغاء اختبار ‘الكروك’ الحضوري أسوة بالسنة الماضية”.
وأوضح المتحدث ذاته أن “الجامعات الأوكرانية طردت العديد من الطلبة ممن لم يؤدوا مصاريف الدراسة في أوكرانيا، وهذا غير مقبول”، وفق تعبيره، مؤكدا أن “أوكرانيا تعيش حالة حرب، ويجب أن تفتح باب الاستثناء أمام الطلبة المغاربة في حال تأخر دفع رسوم الدراسة”.
وفي السياق ذاته، لم يستطع ما يقرب من 70 في المائة من الطلبة العائدين من أوكرانيا النجاح في امتحانات ولوج كليات الطب الخاصة بالمغرب التي نظمتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار لمواصلة دراستهم في بلدهم، وهو ما حتم عليهم العودة إلى أوكرانيا أو الدراسة عن بعد.
واعتبر أولياء الطلبة المعنيين، في تصريحات لهسبريس، أن الدعوات المشار إليها لا يقبلها المنطق في ظل استمرار المخاطر المرتبطة بالحرب من جهة، والإغلاق الجوي من جهة أخرى.
وقالت والدة أحد الطلبة: “لا يعقل أن نعيد أبناءنا الذين أخرجناهم من فوهة القصف إلى الحرب. أوكرانيا آخر حل بالنسبة لأبنائنا”، مضيفة أن “أوكرانيا لم تشطب حتى شوارعها من الجثث والألغام، بالإضافة إلى ارتفاع تكلفة المعيشة بها، وافتقاد المواد الغذائية”، بتعبيرها.
المصدر: وكالات