الأربعاء 19 يوليوز 2023 – 06:30
تلجأ العديد من الأسر المغربية خلال العطل المدرسية، لا سيما عطلة الصيف التي تمتد إلى غاية منتصف شتنبر المقبل، إلى تسجيل أبنائهم في مراكز تحفيظ القرآن التي تتيحها المجالس العلمية الإقليمية لهذا الغرض بجميع أقاليم المملكة.
وانطلقت جلسات تحفيظ القرآن لفائدة تلاميذ وتلميذات المؤسسات التعليمية وأبناء وبنات مغاربة العالم، وفق إعلانات لمجالس علمية اطلعت عليها هسبريس، منذ يونيو الماضي، في بعض المساجد؛ فيما ستنطلق أخرى ابتداء من يوم 20 يوليوز الجاري.
وتشكل هذه الحصص القرآنية فرصة أمام الكثير من الأسر الراغبة في دعم قدرات القراءة والكتابة لدى أبنائها قبل العودة إلى الفصول الدراسية، فضلا عن حمايتهم من الانحرافات السلوكية في ظل أسابيع الفراغ؛ وهو ما يفسر الإقبال الواسع عليها في العديد من المدن المغربية.
وعاينت هسبريس العديد من المنشورات على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” لآباء وأمهات يستفسرون عن مساجد قريبة لمساكنهم تم تخصيصها للحصص القرآنية خلال العطلة الصيفية الحالية؛ بينما يتساءل آخرون عن السن المحددة للاستفادة من هذه الحصص.
وسجل جمال حدادي، أستاذ بجامعة محمد الأول بوجدة باحث في التمظهرات الاجتماعية، أن فترة الصيف من الفترات التي يخرج منها الطفل من البرمجة المدرسية إلى نوع آخر من التعلم الطوعي والمطالعة للمتعة والحفظ المطعم لقدراته وكفاءاته، على غرار ما كانت تقوم به الأسر في الزمن الماضي، قبل أن يحل التعليم الأولي محل الكتاتيب في إطار هيكلة التعليم ودعم التربية.
واعتبر حدادي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “أفضل ما يمكن الاستئناس به في هذا الصدد هو التعليم في المسجد والحفظ القرآني الذي يقوي رصيد الطفل من العربية ويكبسه الاهتمام بملكة الحفظ، ويؤسس لقدرة وكفاءة في الاستظهار، بشكل طوعي يبث في نفوس الأطفال السكينة والطمأنينة من خلال عمارة المسجد والنسق اللغوي والمفاهيمي لألفاظ القرآن الكريم، وعلم القراءة الذي يكسب الطفل إيقاعا مريحا في إقباله على القرآن الكريم”.
وخلص الباحث إلى أنه من شأن هذا التأطير من لدن الفقيه أو المرشد الديني تحت قبة المسجد وفي رحاب القرآن الكريم أن “يقوّم سلوك الطفل ويدخل في منظومة المبادئ والقيم التي تؤسسها الأسرة والمدرسة ويؤثث لها المسجد من خلال التعاليم التي يكتبسها الطفل، سواء وهو يحفظ القرآن مع أقرانه أو وهو ينصت بإمعان للمؤطر والمرشد الديني الذي ما فتئت الوزارة الوصية تسهر على تمكين المؤطرين من حقيبة تربوية تضمن الأمن الديني والمذهبي والروحي عبر الناشئة درءا للتطرف وتجنبا لكل انسياق خلف سلوكات تجر الطفل إلى الانغماس في أنواع الإدمان، كالهاتف والمخدرات وما شابه ذلك”.
المصدر: وكالات