منذ أيام ومدينة طنجة تتزين بزينة كأس إفريقيا للأمم التي تنطلق غدا الأحد، في نسختها الـ23 التي يتوق المغاربة لكسب رهان تنظيمها وتأكيد جاهزية البلد وعلو كعبه تمهيدا لاستضافة “مونديال 2030″؛ إذ تشكل طنجة واحدة من المدن التي يراهن عليها لإنجاح التظاهرة المرتقبة.
تزينت شوارع ومدارات عروس الشمال بأعلام الدول المشاركة في العرس الكروي الإفريقي، الذي يتطلع “أسود الأطلس” إلى التتويج بلقبه الثاني الذي طال انتظاره، كما انخرطت المقاهي في تزيين واجهاتها والتنافس في إرضاء زبائنها من مختلف الأجناس والأجيال الذين يفضلون متابعة المباريات في أجواء حماسية بها.
في هذا السياق، أكد فريد عادل، المسؤول عن تنظيم ومراقبة الملعب الكبير بمدينة طنجة، أن جميع الترتيبات المرتبطة باستقبال التظاهرات الكروية القارية تم استكمالها، مشددا على أن الملعب مع البنيات المرافقة له “جاهز بنسبة 100%” لاحتضان المباريات في أفضل الظروف التنظيمية والتقنية.
وقال عادل، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن الجدل القائم حول جاهزية الملعب “لا يعكس الواقع الميداني”، موضحا أن ما يراه الجمهور من لافتات وأعلام ليس سوى “جزء بسيط من منظومة متكاملة من الإجراءات، تشمل تنسيقا متقدما مع الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (الكاف)، واللجنة المنظمة والشركاء المتعاقدين”.
وأشار المسؤول ذاته إلى أن المغرب راكم تجربة مهمة في تنظيم التظاهرات الكبرى، مبرزا أن معايير “الكاف” المعتمدة قريبة في كثير من جوانبها من تلك المعمول بها في التظاهرات العالمية التي تنظمها “فيفا”، مع وجود بعض الاختلافات المرتبطة بحجم التغطية الإعلامية والحضور الدولي.
وأضاف المتحدث أن الملعب الكبير استوفى جميع الشروط المطلوبة قبل انطلاق المنافسات، وتم اختباره خلال المباراتين الأخيرتين للمنتخب الوطني، اللتين أقيمتا في ظروف مناخية صعبة، غير أن الملعب “أبان عن جاهزيته وقدرته على استيعاب مختلف الظروف، ما مكّن من رصد بعض النقاط التقنية البسيطة التي جرى تداركها لاحقا، سواء على مستوى المرافق أو التدبير الداخلي والتنظيم”.
وأوضح المسؤول نفسه أن الأسبوع الأخير خُصص لاستكمال تجهيزات النقل التلفزيوني عالي الجودة، بما في ذلك استعمال عدد كبير من الكاميرات، لافتا إلى أنه لأول مرة سيتم اعتماد “الكاميرات المعلقة والمتنقلة جوا، ما سيمنح تغطية غير مسبوقة للمباريات في الكأس الإفريقية، إضافة إلى ضمان نقل مباشر عبر عدد كبير من القنوات الإفريقية والدولية”.
كما أكد عادل أن المدينة تتوفر على بنية رياضية متكاملة، تشمل إلى جانب الملعب الكبير “ملعبا ملحقا تمت إعادة تأهيله وتحديث مرافقه، مع إحداث مستودعات وقاعات جديدة، وإعادة هيكلة شاملة للشبكة الكهربائية وفق المعايير المعتمدة، فضلا عن إنشاء ملاعب إضافية مخصصة للتداريب”.
وشدد على أن جميع الفرق العاملة داخل الملعب، من تنظيم وأمن وإعلام ومتطوعين وتقنيين، تم توزيع مهامها بدقة، مبرزا أن طنجة “جاهزة لاستقبال المنتخبات والجماهير وإنجاح هذا العرس الكروي القاري في أفضل الظروف”.
من جهته، قال نور الدين الشنكاشي، نائب عمدة مدينة طنجة، إن المدينة استعدت بقوة لاحتضان مباريات كأس إفريقيا للأمم، مؤكدا أنها بفضل الملعب الكبير والبنيات المحيطة به باتت مؤهلة لاستضافة أي مباراة كيف ما كان حجمها.
وأضاف الشنكاشي، في تصريح لهسبريس، أن الجماعة انخرطت في تزيين المدارات والساحات والفضاءات العمومية بأعلام الدول المشاركة، فضلا عن إحداث منطقة تجمع المشجعين التي ستكون مزودة بشاشة عملاقة في حديقة “فيلاهاريس” لضمان متابعة جمهور طنجة مباريات المنتخب الوطني.
وأشار نائب عمدة طنجة إلى أن الصيانة وتجويد الإنارة العمومية بمحيط المعلب وكذا جميع الشوارع والطرقات والمدارات، كانت من أبرز الأشغال التي ركزت عليها الجماعة في الفترة الأخيرة، لافتا إلى أن المجلس وقف على تجويد أشغال النظافة في المجال المحيط بالملعب الكبير وفي جميع الفضاءات والمنتزهات السياحية والمدينة العتيقة.
كما ذكّر الشنكاشي بأهمية إطلاق حافلات النقل الحضري الحديثة وأشغال صيانة وتأهيل المناطق الخضراء والمنتزهات والحدائق، واعدا الجمهور بتنظيم أنشطة موازية ثقافية وفنية وترفيهية، بشراكة مع عدد من المتدخلين المؤسساتيين والهيئات، بمحيط الملعب وباقي الفضاءات العمومية.
المصدر: وكالات
