على الرغم من اقتراب الموسم الجامعي الحالي من نهايته فإن فئة من طلبة السنة الأولى بكليات المملكة لم تتوصل بعد بقرار تخويلها صفة ممنوح من عدمها، بعد أن ظلت تنتظر خلاصات الاجتماع الثالث الذي يتم مركزيا وإقليميا للحسم فيمن لهم الحق في المنحة بالنظر إلى مستواهم الاجتماعي.
ولا تزال هذه الفئة تطالع بشكل دوري موقع المنح رغبة في معرفة مآل طلبها بخصوص المنحة التي تقدمها الدولة لفائدة الطلبة الجامعيين؛ غير أنهم يصطدمون بعد رقنهم رقم المعرف المدني والاجتماعي ورقم تتبع الملف بعبارة “طلبكم في طور الانتظار”، على الرغم من وصول الموسم الجامعي إلى الرمق الأخير منه، بما يبين “حجم المعاناة خلال السنة كاملة” حسبهم.
من بين هذه الفئة موسى زوكا، وهو طالب بالسنة الأولى بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، الذي أكد لهسبريس “صعوبة الدراسة بدون منحة؛ بالنظر إلى المصاريف التي يتطلبها التحصيل العلمي بالمدينة، حيث كنا قد تقدمنا بطلبات تمنيحنا منذ أشهر بعد أن لم نستفد في المرة الأولى والثانية”.
وأوضح زوكا أن “الوصول إلى صفة ممنوح تظل أملا للعديد من الطلبة الذين ينحدرون من مناطق هشة ومن أوساط اجتماعية بسيطة لا يمكن لها أن توفر مصاريف الدراسة التي يحتاجها طالب جامعي سواء من ناحية السكن أو من ناحية التنقل والمأكل”.
وتابع الطالب بتخصص السوسيولوجيا: “نحن الآن في مفترق الطرق منذ أشهر، ولا نعرف أبدا مصيرنا؛ فلو تم الحسم معنا لكان الأمر أفضل.. كنا قد توصلنا، خلال الأسابيع الماضية، بوعود بتسريع العملية؛ لكننا لم نر شيئا، إلى حدود الساعة”.
من جهته، قالت أمينة الضرسي، طالبة بالسنة الأولى بشعبة البيولوجيا بظهر المهراز بفاس، إن “الطلبة يصرون على التوصل بجواب من لدن القائمين على شؤون المنحة، حيث من غير المعقول أن ينتهي الموسم الدراسي ولم نتوصل بشيء؛ فعلى الأقل نريد جوابا شافيا، سواء سنكون ممنوحين أم لا”.
وأضافت المنحدرة من تاونات لهسبريس: “سبق أن فاتحنا كلياتنا حول الموضوع؛ لكن تمت إجابتنا بعدم الاختصاص، وهو مشكل يهم المغرب ككل، إذ ‘ن هذه الفئة التي تُحسب بالآلاف من حقها هي الأخرى أن تتوصل بقرار منحها صفة الممنوح أسوة بزملائها الذين حصلوا على الصفة ذاتها خلال الاجتماعين الثاني والثالث”.
وأشارت الطالبة ذاتها إلى أن “عدم توفر المنحة أثّر نوعيا على السنة الدراسية، بعدما دفعتني الظروف إلى العمل بالموازاة مع الدراسة”، موردة أنه “تلقينا تطمينات بقرب الإعلان عن اللوائح؛ لكن لم يصل إلى علمنا شيء، إلى حدود اليوم”.
على مستوى الكلية ذاتها، قال إلياس المهدي، طالب بالسنة الأولى تخصص الشريعة والقانون، إنه “لمدة أشهر ونحن ننتظر جوابا من لدن السلطات المكلفة باستصدار قرارات المنح، حيث عشنا السنة كاملة على إيقاع الانتظار، لعل وعسى أن نكون من بين المحظوظين للتوفر على المنحة مستقبلا، فهي داعمةٌ للتحصيل العلمي الذي يتطلب توفر الدعم المالي”.
وبيّن المنحدر من منطقة الريش بالجنوب الشرقي للمملكة لهسبريس “وجود صعوبات في تمضية السنة الجامعية الجارية التي تظل أول تجربة لنا بالجامعة؛ فالصعوبات لا يمكن نكرانها أبدا.. فمن بيننا طلبة ينحدرون من مناطق جد هشة ويدرسون بمدن بعيدة عنهم؛ ومنهم من يسكن بالحي الجامعي، ومنهم من يكتري لنفسه مقرا”، مشددا على “ضرورة الإسراع من أجل الإعلان عن لوائح الممنوحين وصرف المنح”.
وأشارت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، في وقت سابق، إلى أن “نظام المنح بات معتمدا على السجل الاجتماعي الموحد، بما يرهن منح الطالب صفة الممنوح بحالته وتنقيطه الاجتماعييْن بما جعل من الممنوحين من الأكثر استحقاقا لهذه المنحة”، في وقت سبق أن تم تحديد شهر ماي لعقد اللجنة الوزارية الوطنية للمنح.
القطاع الحكومي ذاته أكد وقتها أن “حصر أسماء الطالبات والطلبة الذين سيستفيدون من المنحة والمتضمنة أسماؤهم في اللائحة العامة للانتظار يقتضي الحسم في ملفات الطلبة الذين حصلوا على صفة ممنوح ولم يستكملوا كافة الوثائق والإجراءات الضرورية لصرف منحهم، والقيام بعملية جرد أخير ونهائي لعدد المنح التي تخلى عنها أصحابها لسبب من الأسباب”.
المصدر: وكالات