الجمعة 23 يونيو 2023 – 05:11
طبعة ثانية من عمل الأكاديمي محمد نبيل ملين “السلطان الشريف” بلغت المكتبات، بأطروحته التي تكشف “الجذور الدينية والسياسية للدولة المخزنية في المغرب”.
محمد نبيل ملين، كبير الباحثين في المركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي، يهتم في عمله هذا بـ”الجذور الدينية والسياسية للدولة المخزنية في المغرب التي توطّدت في القرن السادس عشر على أيدي الزّيدانيّين الذين ظهروا في سياق محلي ودولي خاص”.
وفي سبيل “إحكام القبضة على فضاء مغربي مشرذم ومعرّض للمطامع الإيبيرية والعثمانية” اضطر هؤلاء السلاطين إلى “تبني منظومة شرعنة متماسكة، والاعتماد على مؤسسات ناجعة، والقيام بنشاط دبلوماسي مهم بهدف ترسيخ حكمهم في المغرب وإعطائه الشرعية اللازمة، والاحتياط من المخاطر الأجنبية واتّباع سياسة توسعية”.
وشرح ملين أنه لتحقيق هذا المشروع “أعد السلطان الشريف أحمد المنصور الذهبي، الذي يعتبر مؤسس المخزن، منظومة شرعنة متكاملة. فقد أضحى الخطاب بأشكاله المختلفة، وشارات الملك، والمراسم وآداب البلاط أهم حوامل “العقيدة الخليفية””، كما “دعّم السلطان الشريف هيمنته على التراب المغربي بتفعيل ومركزة المؤسسات الإدارية والمالية الموروثة عن العهود السابقة، وتحديث المؤسسة العسكرية، واصطناع طبقة سياسية – عسكرية مخلصة”.
وعلى مستوى العلاقات الدولية، انتهج السلطان “استراتيجية مرنة مكّنته من الاستفادة من كل ثغرات النظام العالمي الوليد، لتحييد كل القوى الكبرى ليس فقط للحفاظ على استقلال السّلطنة بل للقيام كذلك بمغامرة توسعية في الصحراء الكبرى والسودان الغربي والتحضير لاسترجاع الأندلس… وغزو العالم الجديد”.
هذا “الصرح العقائدي والمؤسساتي” الذي أوجده أحمد المنصور ومعاونوه لـ”مؤسسة السلطان الشريف” أعطى “بعدا إسلاميا وعمقا تاريخيا وثقلا رمزيا جعلها قطب رحى المعترك السياسي المغربي. كما كرّس المخزن ببعديه الرمزي والفعلي كآلة سيطرة سياسية لم تتغير قليلا حتى مطلع القرن العشرين”.
وفي كتابه، سجل كبير الباحثين بالمركز الوطني للبحث العلمي بفرنسا أن “بعض تمثلات وتجليات هذه الآلة” التي أحدثها السلطان أحمد المنصور ومحيطه “ما زالت تؤثر بشكل من الأشكال على المجال السياسي المغربي المعاصر”.
المصدر: وكالات