توقّفٌ منذ 6 أشهر شهدته المصبنة الجماعية بألنيف، في الجنوب الشرقي للبلاد، التي أطلق مشروعها قبل سبع سنوات بتعاون بين جمعية بوكافر ووكالة تنمية مناطق الواحات وشجر الأركان وجماعة ألنيف، من أجل “اقتصاد الماء الصالح للشرب في منطقة تعاني من ندرته”.
وكان المشروع سبيلا لـ”استغناء سكان المنطقة عن استعمال مياه الشرب في تصبين ملابسهم وأغطيتهم وأفرشتهم”، وفق تقرير حول عمل المصبنة الجماعية، كما أنه كان وسيلة لـ”وقف تسرب المواد الكيميائية الناتجة عن استخدام مواد التنظيف إلى مزرواعت الواحة، مما يحمي البيئة”، و”تخفيف معاناة النساء اللواتي كن يعانين من التصبين التقليدي على قارعات الساقيات”.
المشروع الذي سبق أن اعتبرته الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان من بين أنجح المشاريع التي موّلتها في إطار “مشروع التخفيف من تبعات التغيرات المناخية”، علمت هسبريس أن توقفه مستمر منذ ستة أشهر.
وفي تواصل مع جمعية بوكافر المحلية المشرفة على المشروع، قال رئيسها إن التوقف راجع إلى “أسباب خارجة تماما عن إرادة المكتب المسير للجمعية”، موضحا أنه “بسبب ضعف التوتر الكهربائي، يظل المشروع محبوسا وغير قادر على الاستمرار”.
وأضاف يوسف بن عمر، رئيس جمعية “بوكافر”، في تصريح لهسبريس، أنه “في بداية المشروع قامت الجمعية بطلب ربط مقر الورشة بالتيار الكهربائي ذي التوتر العالي (4f)، لكن الطلب قوبل بالرفض من طرف الشركة الموكول إليها تدبير الكهرباء، بدعوى أن التوتر ضعيف وغير كاف في الخط القريب، ويستلزم الأمر إجراء تقدير مالي (Devis) لجلب خط خاص من المحوّل الذي يبعد بأكثر من كيلومتر عن الورشة، ويتطلب موارد مالية ضخمة لا تطيقها الجمعية (14 مليون سنتيم)؛ فاستعانت بعدّاد قديم كان صاحبه لا يستعمله”.
لكن، بعدما انطلق المشروع بهذا الحل لسنوات، وإلى غاية 12 أكتوبر 2022، منعت الجمعية من استيراد الكهرباء، فألغي الحل المؤقت وتوقف المشروع، لتلجأ “بوكافر” إلى “طلب العداد ذي التوتر العادي، وربطت الورشة بخط خاص يحمل اسم الجمعية. ومحاولة منها لضمان اشتغال المصبنات الجماعية، قامت بتغيير محركاتها وملاءمتها بالتوتر الجديد، ورغم أن جل الآلات استجابت للحل إلا أنه فشل بالنسبة للمجففات التي تعتبر ضرورية لاشتغال الورشة، مما نتج عنه توقف المشروع إلى حدود الساعة”.
وأوضح بنعمر أن الجمعية حاولت اقتناء لوحات الطاقة الشمسية ومعداتها وحولت اللوحات الخاصة بورشة الخياطة الى المصبنة لدعم التوتر وتقوية القدرة لاشتغال الآلات، إلا أن الأمر باء بالفشل.
وقال: “اتصلت الجمعية مرات عدة بالسيد القائد الذي عبر مشكورا عن تفهمه للمشكلة وقام بالاتصال بالمسؤولين، لكن دون جدوى”، كما سجل محاولة المكتب تحديد موعد مع العامل لإيجاد حل لهذا المشروع الخاص بالساكنة، دون رد.
ومع ضعف تردد الكهرباء الذي أعاق استمرار مثل هذا المشروع رغم نتائجه التي استفادت منها القصور المجاورة لألنيف أيضا، ذكر رئيس جمعية بوكافر أن هذه “خسارة للمنطقة من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية”، و”تؤثر سلبًا على استثمار الشباب، وتعيقهم عن فتح ورشاتهم الخاصة، وتعد عقبة حقيقية أمام التنمية في النيف”، آملا أن يتم قريبا “تعزيز قدرة التوتر الكهربائي في جميع الخطوط”.
المصدر: وكالات