قال علي صديقي، المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، إن التحدي الذي يعمل على النجاح فيه هو تغيير النظرة والصورة حول “المغرب” كعلامة، وجعلها مرتبطة بالاقتصاد والاستثمار، إلى جانب السياحة والطبخ والثقافة.
وأضاف صديقي خلال لقاء حول “الترويج لعلامة المغرب” نُظم ضمن فعاليات النسخة الخامسة من القمة الرقمية الإفريقية بمدينة الدار البيضاء، الجمعة، أن دراسة سابقة أظهرت أن 80 في المائة من حاملي المشاريع الأجانب الذين يأتون إلى المغرب ويطلعون على البنيات التحتية والمناطق والمنظومات الصناعية، يُقررون في النهاية الاستثمار، في حين لا يتجاوز مردود الترويج الذي يتم في المعارض الدولية حدود 20 في المائة، في غياب الزيارة الميدانية التي تتيح الاطلاع على الجوانب غير المعروفة عن المغرب لدى المتلقي الأجنبي.
وأشار المسؤول في الوكالة التابعة لوزارة التجارة والصناعة إلى أن “التحدي هو تغيير النظرة حول المغرب وعدم اختصارها في السياحة والطبخ، بل جعلها مرتبطة أيضاً بالاقتصاد والاستثمار، هدفنا هو تكسير الكليشيهات حول المغرب”.
في هذا الصدد، تحدث صديقي عن إطلاق علامة “المغرب الآن” الخاصة بالاستثمار والتصدير خلال مشاركة المملكة في معرض “إكسبو 2020” بالإمارات العربية المتحدة عام 2021، وقال إن “المغرب بلد تصدير وأول منصة لصناعة السيارات والطيران في القارة الإفريقية، ويسجل أقوى أداء لقطاع السيارات في المنطقة الثاني عالمياً”.
صديقي ذكر أن لدى المغرب “مؤهلات حقيقية لا يعرفها إلا من زار البلاد واطلع على ما توفره فيما يخص ممارسة الأعمال”، وأكد أن “هدفنا هو الوصول إلى مرحلة قُدوم المستثمرين لوحدهم للبحث عن الفرص عوض البحث عنهم في الخارج أو جلبهم”.
من جهته، تحدث يوسف الشيخي، رئيس تجمع المعلنين المغاربة المنظم للقمة، عن مساهمة الشركات في الترويج لعلامة المغرب، قائلا إنها تولي اهتماما لذلك في استراتيجيات التواصل والتسويق، معتبرا أن هناك “علاقة تأثير متبادل بين العلامات التجارية وعلامة البلد”.
واستحضر الشيخي في هذا السياق ترتيب المغرب في المركز الـ 42 عالميا ضمن مؤشر “The Anholt-Ipsos”، الذي يرتب الدول حسب السمعة، بناءً على تصور الأشخاص تجاه بلد ما من خلال مجالات رئيسية، منها التصدير والصورة التي يتلقى الجمهور بخصوص منتج البلد، إضافة إلى السياحة والاستثمار والهجرة والثقافة والتراث والسكان والحكامة.
ولاحظ الشيخي أن المغرب يعتمد شعارات وعلامات مستقلة وغير موحدة، منها، مثلاً، “المغرب بلد الأنوار”، “نتلاقاو فبلادنا” و”المغرب الآن”، وقال إن “المملكة لا تتوفر على علامة بلد جامعة وعلامات متفرعة عنها تهم مختلف المجالات”.
وبحسب رئيس تجمع المعلنين المغاربة، الذي يضم مسؤولي التواصل والتسويق والترويج في الشركات المغربية، “هناك رسائل عدة تُروج لوجهة المغرب ثقافيا وتراثيا وسياحيا، وأيضا حول الجوانب الاقتصادية والاستثمارية والتكنولوجية، لكن في بعض الأحيان هذه الرسائل المتفرقة قد تخلق التباسا حول ما يمكن أن يفهمه المغربي أو الأجنبي”.
لذلك، يرى الشيخي أن هناك حاجة لاعتماد علامة بلد “nation brand” من أجل توحيد وتنسيق كل هذه الرسائل كما هو معمول به في عدد من الدول، وأعطى المثال بإسبانيا التي تتوفر على هيئة حكومية تضم غرفة التجارة واتحاد الشركات الخاصة وتجمع الشركات متعددة الجنسيات بهدف العمل لفائدة ترويج علامة “إسبانيا”، وجنوب إفريقيا التي تقوم وزارة التواصل فيها بالتنسيق في هذا الصدد مع القطاع الخاص والمجتمع المدني والمؤسسات العمومية.
يشار إلى أن “القمة الرقمية الإفريقية” (Africa Digital Summit) افتتحت أمس الخميس بمبادرة من تجمع المعلنين بالمغرب، وهي تظاهرة تشكل فرصة لمسيري المقاولات الصغرى والمتوسطة، والفاعلين وصناع القرار في مهن التسويق والاتصالات والرقمنة والإعلام، الوطنيين والدوليين، من أجل اكتشاف الاتجاهات الرقمية، وتقريب المشاركين من آخر المستجدات والتطورات التي يشهدها الميدان الرقمي.
وتسعى هذه الدورة الاستثنائية، التي تعود بعد سنتين من الغياب بسبب جائحة كورونا، إلى مواكبة المقاولات في التحديات الرقمية، بحضور 2000 شخص من 38 دولة، منها 23 دولة إفريقية، يشاركون في حلقات نقاش وندوات، كما تعتبر القمة بمثابة منتدى للتشبيك ومقابلة مقدمي الحلول وإيجاد فرص لتطوير الأعمال.
المصدر: وكالات