الأربعاء 31 ماي 2023 – 14:41
في واقعة غير مسبوقة، وجهت أسماء عالمية وازنة رسالة مفتوحة إلى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، من أجل الإسراع في إطلاق سراح الصحافي المعتقل إحسان القاضي.
الرسالة حملت توقيع كل من الفيلسوف الأمريكي الشهير نعوم تشومسكي، ونظيره الفرنسي إيتيان باليبار، والحائزة على جائزة نوبل للأدب أني إرنو، والعضو السابقة بمنظمات دعم جبهة التحرير الجزائرية جويس بلو؛ إضافة إلى كل من عبد اللطيف اللعبي، الشاعر المغربي، ويوسف الصديقي، الفيلسوف التونسي، وإلياس خوري، الكاتب اللبناني، وكل من كين لوتش، الفنان البريطاني السينمائي، والمؤرخ الكاميروني أخيل مبيمبي، وأخيرا الكاتبة الهندية أرونداتي روي.
وتحذر هاته الأسماء الفكرية والفنية الوازنة من تحول الجزائر إلى “فخ كبير” لكل من يجرؤ على أن يحلم بسيادة القانون بشكل حقيقي، واضعين بذلك حالة الصحافي المعتقل لأسباب واهية مثالا واضحا على تدهور وضعية حرية التعبير بهذا البلد.
وجاء في الرسالة سالفة الذكر أن “اعتقال الصحافي إحسان القاضي كان من قبل ستة ضباط عسكريين، وتم بعد ذلك وقف أنشطته الصحافية، التي كانت تتكلم بصوت مستقل، كما تم توجيه تهم خيانة بلده إليه من طرف القضاء الجزائري، وهي تهم تتعارض مع تاريخ عائلة القاضي التي كانت من أكبر المناضلين ضد الاستعمار الفرنسي”.
وتابع المصدر عينه بأن “الجزائر تتهم الصحافيين المعارضين، وكل من يغرد خارج سرب السلطة، بالخيانة والعمالة”؛ بينما خلفت الرسالة “وقعا كبيرا” داخل الرأي العام الجزائري، إذ تم تداولها على نطاق واسع داخل وسائل التواصل الاجتماعي، في وقت تغاضت عنها وسائل الإعلام الرسمية.
وعبر نشطاء جزائريون عن “خيبتهم” من تحول نظرة كبار المفكرين في العالم إلى رؤية سيئة لبلدهم، إذ قال سعيد بودور، أحد هؤلاء: “تشومسكي يراسل تبون من أجل إطلاق سراح إحسان القاضي. كم تمنيت أن يرتبط اسم هذا العالم الفريد من نوعه، وأسماء أخرى لامعة عالميا، ببلدي الجزائري، ارتباطا غير ارتباطها بمواضيع تكميم أفواه الأقلام الحرة”.
جدير بالذكر أن الصحافي الجزائري إحسان القاضي تعرض للاعتقال في شهر دجنبر من العام الماضي من قبل الشرطة السياسية الجزائرية، ليتم توجيه تهم ثقيلة إليه، منها “التخابر وتلقي أموال من جهات خارجية، والسعي إلى المساس بأمن الدولة عبر استهداف المؤسسات الحكومية والعمومية”.
المصدر: وكالات