ما إن انتهى المهرجان الدولي للفيلم بمراكش (2 دجنبر)، حتى تم الإعلان عن احتضان “المدينة الحمراء” أشغال القمة العربية الثانية لريادة الأعمال، المنظمة بمبادرة من لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا “إسكوا”، من 12 إلى 14 من الشهر الجاري، وهو الأمر الذي اعتبره فاعلون سياحيون “رهانا متواصلا على سياحة الحوافز والمؤتمرات والملتقيات”.
جريدة هسبريس علمت من مصادر مهنية بالقطاع على مستوى جهة مراكش آسفي أن الفاعلين السياحيين “بدأ لديهم الاهتمام ينهض بهذا النوع من السياحة منذ انعقاد اجتماعات البنك الدولي بباب إغلي بالمدينة الحمراء”. حينها، عاينوا قدرة الاجتماعات على إخراج القطاع السياحي من وضع ضبابي خلفه “زلزال 8 شتنبر”، ليؤكد مهرجان مراكش للفيلم هذه الحقيقة تزامنا مع الحرب في الشرق الأوسط.
“قيمة مضافة كبيرة”
لحسن حداد، خبير سياحي وزير السياحة سابقا، قال إن سياحة الملتقيات تكون قيمتها المضافة كبيرة وتأثيرها واضحا، مسجلا أن الشخصيات التي تأتي تكون في العادة ذات وضع اعتباري أو اقتصادي متميز، حتى لو كانت الملتقيات متوسطة، وهؤلاء الذين يأتون إلى مراكش لهذا الغرض يستعملون المرافق الموجودة، ويستعملون وسائل النقل والخدمات السياحية المحلية.
وأضاف حداد، في تصريح لهسبريس، أن الرهان المغربي على سياحة المؤتمرات صار يزداد، وهناك هيئات رسمية تنقب عن الشركات والمؤسسات العالمية المتخصصة في هذا النوع من السياحة، وتذهب لمقابلتها والتفاوض معها من خلال إبراز الشروط والتسهيلات التي يمكن أن يخولها المغرب كفضاء لاحتضان هذه الاجتماعات.
وتابع الخبير السياحي بأن المهنيين في المدينة يدركون أهمية هذا النوع من السياحة، لأن حجوزاتها تكون في الغالب في فنادق فخمة ومصنفة، ودرجات إنفاق هؤلاء السياح تكون في العادة مرتفعة، خصوصا وأنهم يأتون في مجموعات كبيرة وبأعداد غفيرة، وهو ما يخلق تنوعا في العرض السياحي المغربي الذي يشجع على استقطاب استثمارات أجنبية.
وواصل حداد قائلا: “هناك منافسة دولية شرسة على سياحة المؤتمرات، والدار البيضاء والرباط وطنجة مدن لها إمكانيات مهمة لاستقبال هذا النمط من السياحة، لكن الإقبال على مراكش مرتفع لكون سمعتها معروفة أكثر على المستوى الدولي، كما أن المجالس الجهوية في هذه المدن يجب أن تبذل جهدا أكبر لكي تستقطب فعاليات دولية مثل ما تقوم به مراكش”.
“زخم تسويقي”
جمال السعدي، مهني خبير سياحي شارك في معرض برشلونة السياحي الخاص بالاجتماعات والحوافز والمؤتمرات في أواخر نونبر الماضي، أكد أن مراكش صارت تشكل نموذجا خاصا لهذا النوع من السياحة، نظرا لكون المهنيين بدورهم رفعوا من درجة الاعتماد على هذا النمط السياحي في الفترة الأخيرة وصار ينعش آمالهم بشكل مثير للاهتمام.
وقال السعدي، في تصريح لهسبريس، إن “مراكش احتضنت اجتماعات البنك الدولي والمهرجان الدولي للسينما، وهي تستعد لاستقبال القمة العربية الثانية لريادة الأعمال ولقاءات أخرى ستكون فرصة للتعويض عن الخسائر الناجمة عن تراجع الحجوزات نتيجة الحرب الدائرة في الشرق الأوسط، التي كان لها تأثير ملحوظ على القطاع ولكن بشكل نسبي”.
واقترح المهني ذاته أن يتم “تعميم هذا النوع من السياحة على مدن سياحية أخرى، واستقطاب فعاليات ضخمة مماثلة ما أمكن، نظرا لكونها ستخلق حركية معروفة لدى المهنيين”، مبرزا أن “مدنا عديدة حول العالم تراهن عليها، نظرا لأهميتها الاقتصادية، وذلك طبعا انطلاقا من التكاملية والالتقائية مع السياحة الثقافية والرياضية والاستكشافية، إلخ”.
وذكر المتحدث عينه أن سياحة المؤتمرات والحوافز “لها بعد مختلف، لكونها تساهم بشكل تلقائي في الترويج للعرض السياحي المغربي، بما أن مجلات وصحفا عالمية ستتحدث عن الملتقى، نظرا لطابعه الدولي والعالمي، كما أن الشخصيات السياسية والإعلامية والثقافية والفنية المشاركة فيه ستضخ زخما جديدا في الجانب الإشهاري للمقصد المغربي”.
المصدر: وكالات