اعتبر إلياس القصري، السفير التونسي السابق في كل ألمانيا والهند واليابان وكوريا الجنوبية، أنه “من الحكمة أن نتجنب الحُكم على عجل على القرار الذي اتخذته الحكومة المغربية لتقييد عدد فرق الإنقاذ الأجنبية في أعقاب الزلزال الذي ضرب البلاد”، مشيرا إلى أن “البعض سارع إلى اعتبار ذلك كنوع من الفخر المفرط واللامبالاة بمعاناة السكان المتضررين”.
في الصدد ذاته، لفت الدبلوماسي التونسي السابق، في منشور على حسابه على موقع “فيسبوك”، إلى أن “ضبط النفس من جانب السلطات المغربية يُعزى إلى حسابات هادئة وعقلانية للقضايا والأولويات”، مضيفا: “بعيد عن الاستسلام للعاطفة، يبدو أن الحكومة المغربية قد وازنت ما بين مصالح الرباط على المدى الطويل وما بين السيطرة على اتصالاتها الخارجية التي كان من الممكن أن تتعرض للمضايقات من قبل عدد كبير من فرق الإنقاذ من البلدان والمنظمات ذات النوايا الحسنة إلى حد ما، في وقت تستعد فيه البلاد لاستضافة الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بكل ما يعنيه ذلك لصورة البلاد على الساحة الدولية”.
وسجل القصري أنه “بعد التأكيد أمس الاثنين من قبل المنظمين على أن هذه الاجتماعات السنوية ستعقد في مراكش في الموعد المحدد مع تكييف المحتوى الظروف، فإن تأثير هذا الاجتماع سيتجاوز على الأرجح تأثير مؤتمر طوكيو الدولي المعني بالتنمية الإفريقية وقمة الفرنكفونية التي عقدت في تونس العام الماضي”، معتبرا أن نتائج هذه الاجتماعات ستكون لها تأثيرات إيجابية كبيرة وملموسة بالنسبة للمملكة المغربية.
“القيادة هي التنبؤ؛ ولكن مع تقلبات الطبيعة التي تبدو أقل قابلية لذلك، فإن الأمر يتعلق بالتأهب وعدم إغفال الأهداف الاستراتيجية طويلة الأمد”، سجل القصري، موضحا أنه “ليس من المصادفة أن المغرب لم يتوقف، طوال السنوات العشرين الماضية، عن تحقيق النجاح والارتقاء في القارة الإفريقية”.
وشدد السفير التونسي السابق في كل ألمانيا والهند واليابان وكوريا الجنوبية على أن “الحكومات العربية والإفريقية الأخرى، وخاصة تونس، عليها أن تستلهم النموذج المغربي على الرغم من الدعاية السيئة التي قدمتها لنا عدد من العقول والحكومات التي تفتقد إلى الشرعية وتحاول إلهاء الرأي العام المحلي المُحبط”.
المصدر: وكالات