في إطار الاحتفالات بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، ألقت حنان السعدي، سفيرة المملكة المغربية المعتمدة لدى جمهورية التشيك، محاضرة بجامعة نيويورك الدولية ببراغ تحت عنوان “ربط الماضي بالمستقبل: مسيرة المغرب نحو الإنجازات”، حضرها رئيس الجامعة المذكورة رفقة نائبيه، وكذا مجموعة كبيرة من طلبة كلية العلاقات الدولية والعلوم السياسية والاقتصادية، إلى جانب مجموعة من الأساتذة.
في مستهل المحاضرة، أبرزت السفيرة أن المغرب يعرف حاليا فترة احتفالات بمناسبة الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء وعيد الاستقلال المجيد وكذا الإعلان عن عيد الوحدة، اعتبارا للتحول التاريخي الذي يعرفه مسار قضيتنا الوطنية.
كما قدمت نبذة تاريخية عن المملكة المغربية باعتبارها ثاني أقدم ملكية بالعالم، بعد الإمبراطورية اليابانية. وقد أشارت إلى أن المغرب تعرض خلال تاريخه المعاصر لظلم كبير من طرف القوى الاستعمارية بسبب موقعه الإستراتيجي، وذلك ابتداء بمؤتمر برلين الذي أدى إلى احتلال الصحراء المغربية من طرف إسبانيا سنة 1884، وصولا إلى مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906 الذي فتح الباب أمام الحماية الفرنسية والاستعمار الإسباني لشمال المملكة، حيث تم تجزيء أراضيه من طرف هاتين القوتين الاستعماريتين، بالإضافة إلى إعلان مدينة طنجة منطقة دولية ابتداء من سنة 1924.
كما أبرزت السفيرة المسار التدريجي لاستكمال الوحدة الترابية للمملكة، مرورا باستعادة طرفاية وسيدي إفني، ووصولا إلى المسيرة الخضراء التي أدت إلى استرجاع الأقاليم الجنوبية للمملكة.
وتوقفت حنان السعدي عند النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، مبرزة تطور هذا النزاع وكذا أوجه التنمية التي تعرفها أقاليمنا الجنوبية من ناحية، والجهود الدبلوماسية التي تقوم بها المملكة تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس من ناحية أخرى.
إضافة إلى ذلك، قدمت السفيرة نبذة عن مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب سنة 2007 كمقترح لحل سياسي، عادل، دائم ومتوافق عليه للنزاع المفتعل.
وخلال عرضها مستجدات القضية الوطنية، نوهت السفيرة بالتطورات الحاسمة التي حملها القرار الأممي 2797 الصادر عن مجلس الأمن بتاريخ 31 أكتوبر 2025، حيث أكد المجتمع الدولي على موقفه الواضح، معتبرا مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية أساسا لأي مفاوضات ترمي لإنهاء هاته القضية التي دامت نصف قرن وتسببت في عرقلة بناء المغرب الكبير.
كما اغتنمت السعدي هذه المناسبة كي تبرز أوجه التطور الذي يعرفه المغرب على مستوى الإصلاحات السياسية والمجتمعية، مستحضرة الاهتمام الكبير الذي يوليه الملك لحقوق المرأة المغربية ولتكافئ الفرص بين الجنسين.
وأبرزت الدبلوماسية المغربية التطور الكبير الذي يعرفه المغرب فيما يخص البنيات التحتية وتطوير قطاعات حيوية مثل صناعة السيارات والطائرات، وكذا الطاقات المتجددة… مما يعكس الإرادة لمواصلة مسار التحديث وتحقيق تنمية مستدامة، وفق الرؤية الاستراتيجية للملك محمد السادس.
وقد تخلل هذه المحاضرة عرض شريطين حول القطاعات الصناعية المتميزة، خصوصا صناعة السيارات والطائرات، وتلاها نقاش مستفيض، حيث تفاعل العديد من الأساتذة والطلبة بطرح مجموعة من الأسئلة، وأبدوا اهتماما كبيرا بالتطورات الأخيرة التي تعرفها القضية الوطنية وكذا الإصلاحات الكبيرة التي تشهدها بلادنا على جميع المستويات، مما أثرى النقاش وسمح بتبادل وجهات النظر بينهم وبين السفيرة.
واختتمت المحاضرة بتقديم بعض المأكولات والشاي المغربي للحضور الذي أبدى إعجابه بالثقافة المغربية المتميزة.
من جهة أخرى، وفي الإطار الاحتفالات بالذكرى الخمسينية للمسيرة الخضراء، نظمت السفارة ذاتها يوم الأحد 9 نونبر بمقرها احتفالية خاصة بالمغاربة المقيمين بجمهورية التشيك الذين كانوا مصحوبين بأطفالهم، وكانت مناسبة لتجديد ارتباطهم بالوطن واستحضار قيم التضحية والاعتزاز التي تجسدها هذه الملحمة التاريخية.
كما أقيمت مأدبة على شرف المدعوين الذين استمتعوا بمختلف الأطباق المغربية والحلويات والشاي المغربيين، مما أضفى أجواء استثنائية على هذه الاحتفالية المتميزة.
المصدر: وكالات