يطرح إعصار شرق ليبيا، وتأثيره الكارثي على الأرواح والممتلكات والبنية التحتية، وضعية السدود المغربية، خاصة بعد “زلزال الحوز”.
وقالت وزارة التجهيز والمال عقب الزلزال إنها رصدت حالة السدود، وتبين لها عدم تتضرر البنيات التحتية المائية، باستثناء انقطاع التيار الكهربائي بسدٍّ، وتعكر مياه آخر لفترة وجيزة؛ مع تأكيدها على متابعة فرقها “حالة كل السدود بالمملكة”.
لا خوف على السدود
علي شرود، خبير في المناخ، قال إن “زلزال المغرب له علاقة بجيو دينامية الأرض الباطنية، لكن الكارثة الطبيعية التي همت أعاصير ليبيا ومصر لها علاقة بجيو دينامية الأرض الخارجية”، وأضاف في تصريح لهسبريس: “الكوارث الطبيعية لا تتشابه، لا من حيث الدقة ولا من حيث التأثير والعوامل التي دفعت إلى حدوثها”، وزاد: “بالتالي ما وقع في ليبيا له علاقة بالسيول التي تلت الإعصار، وهي سيول تجري في وديان وتمر مباشرة. وبسبب الوحل، وقوة وسرعة السيول، تجاوز السد طاقته، ولهذا علاقة بالتهيئة والبنية التحتية”، مع تسجيله أن “الدول ليست كلها في المستوى نفسه في الهندسة، والإمكانيات، والإعداد للبنيات التحتية”.
وتابع شرود: “المغرب لحسن الحظ كان من الدول السباقة في إطلاق إستراتيجية للسدود منذ مدة، أي إن هناك تجربة متراكمة في هذا المجال.
ورغم وقوع بعض الكوارث والسيول والفيضانات إلا أن التهيئة والتجربة تنفعان”، وذكر أن “من بين الدراسات التي تركز عليها السدود الدراسات الزلزالية، أيْ فحص هل المنطقة التي سيبنى فيها السد تتعرض للزلازل والطوارئ. هذا في الدراسات الأولية؛ ثم يأتي الإتقان في البنيات التحتية ومواد البناء”، ثم استرسل قائلا: “جميع سدود المغرب تقريبا جاءت في مناطق بعيدة عن الهزات والسيول الكبيرة، فهذه الكوارث تحدث في المرتفعات. إذن، من هذه الناحية لا خوف، فالسدود في الهضبات، وليست في مناطق وعرة، وموقع كل سد يأخذ بعين الاعتبار البنية والطبقات الجيولوجية، والابتعاد عن المناطق التي فيها نقاط ضعف. وتوجد بالمغرب سدود عمّرت لمدة طويلة، ومازالت تلعب دور التخزين والسقي واستخراج الكهرباء”.
صيانة دورية
محمد بنعبو، خبير مناخي، ذكّر من جهته بأنه “مباشرة بعد الزلزال أصدرت وزارة التجهيز والماء بلاغا قالت فيه إن وضعية السدود لم تتأثر بهزات يوم الجمعة الماضي”، وزاد في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “فيضانات مدينة درنة الليبية جاءت بعد انفجار سدين لكثرة الحمولة المائية. وتبين من طرف الجهات الوصية على الماء بليبيا أنه لم تجر أشغال الصيانة لمدة عقدين، وهو ما جعل ما وقع كارثة مناخية لها عوامل بشرية، فالصيانة الدورية ضرورية لضمان صحة وسلامة البنيات التحتية المائية”.
وأضاف بنعبو: “المغرب يعتبر السدود آلية من آليات الحماية من الفيضانات، والتخزين؛ وبالتالي تتم الصيانة بشكل دوري من طرف وزارة التجهيز والماء، نظرا لوجود أمطار طوفانية وسيول، وأمطار يمكن أن تكون على طيلة السنة”.
وواصل الخبير المناخي ذاته: “بعد النشرات الإنذارية لمديرية الأرصاد الجوية يكون هناك اضطرار لتخفيف مياه السدود، بشكل وقائي، خاصة السدود الكبرى، وعندما تكون هناك أمطار غزيرة منتظرة يكون إطلاق كميات هائلة من السدود، تجنبا للوصول إلى امتلاء السدود بنسبة مائة في المائة، خوفا على البنيات التحتية للسد، والساكنة، في جوار السد أو المدن المجاورة، وصيانةً للأمن المائي”.
المصدر: وكالات