“متى كان السفر عبر الزمن يحتاج تأشيرة؟”، هكذا تساءل أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي ساخرا من إعلان الجزائر عن قرار جديد يقضي بفرض تأشيرة للدخول إلى أراضيها على الأجانب حاملي جواز السفر المغربي بسبب ما وصفته بـ”استغلال غياب التأشيرة بين البلدين للقيام بأعمال تمس أمن واستقرار البلاد… ونشر عناصر استخباراتية صهيونية من حملة الجوازات المغربية للدخول بكل حرية للتراب الوطني”، وفق نص البلاغ الذي تداولته مصادر إعلامية جزائرية.
فما أن انتشر الخبر حتى فجر القرار موجة سخرية عارمة في صفوف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، وكذا في صفوف مجموعة من المشاهير والمؤثرين المغاربة، الذين انتقصوا من أهميته، مبدين تهكما وحسرة على هذا القرار الجزائري الذي حرم حاملي جواز السفر المغربي من زيارة “سويسرا إفريقيا”، يتهكم أحدهم.
وعلق أحد “الفيسبوكيين” على ذلك بالقول: “لقد حرمتم المغاربة من الفرصة الوحيدة للعودة بالزمن إلى السبعينات”، في إشارة إلى الوضع الذي تعيشه الجزائر، فيما ذهب “فيسبوكي” آخر بخياله بعيدا ليقول بالدارجة: “أنا مشيت للجزائر في 2021 لقيتهوم مزال في 1962 .. راني وصيت صاحبي قلت ليه في 2019 كاين واحد المرض سميتو كورونا”.
تعليق إضافي قال: “للأسف ضاع حلم زيارة برج بوعريريج القطب الصناعي العالمي لثالث أقوى اقتصاد في العالم”، في تلميح إلى تصريح سابق للرئيس عبد المجيد تبون، في غشت الماضي، اعتبر فيه أن اقتصاد بلاده يحتل الرتبة الثالثة على الصعيد العالمي، وهو ما كان حينها مثار تعليقات ساخرة ذهبت حد التشكيك في الصحة العقلية للرئيس.
تفاعلا مع الموضوع ذاته، قال شوقي بن زهرة، ناشط سياسي جزائري معارض، إن “مقابلة قرار النظام الجزائري بموجة من السخرية في صفوف المغاربة، أمر طبيعي ومنطقي جدا بحكم مجموعة من العوامل، أبرزها العدد القليل للمغاربة الذي يسافرون أصلا إلى الجزائر التي ليست بلدا سياحيا وتعاني من ضعف في البنيات التحتية الأساسية”.
وأضاف بن زهرة، في حديث مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن “فرض التأشيرة على المغاربة كان أمرا متوقعا، وهو مجرد خطوة تمهيدية لخطوات أخرى موجهة ضد المغرب والمغاربة”، موضحا أن “العهدة الثانية لتبون، وبحكم المشاكل والإشكاليات الداخلية التي تتخبط فيها الجزائر، سيكون عنوانها: تكريس العداء للمغرب”.
وأكد الناشط السياسي المعارض أن “النظام الجزائري يتوقع بل يريد أن يجر المملكة المغربية لاتخاذ خطوات مماثلة بحكم تزايد أعداد الجزائريين الذين يزورون المغرب، بما فيه الأقاليم الجنوبية، ويوثقون بالصوت والصورة مستوى البنية التحتية المغربية التي لا يمكن أن تقارن بنظيرتها في الجزائر رغم الثروات النفطية التي تتوفر عليها هذه الأخيرة”، معتبرا أن “هذه المقارنة تضع النظام في حرج كبير، خاصة في ظل الأحداث والتظاهرات التي سينظمها المغرب مستقبلا على غرار كأس الأمم الإفريقية وكأس العالم 2030”.
المصدر: وكالات