الإثنين 11 مارس 2024 – 07:31
بعد مسرحية “جاك وسيده” لميلان كونديرا، يُنطق الروائي والمترجم المغربي عبد المجيد سباطة كتاب “الغرب المختطف أو مأساة أوروبا الوسطى” للكاتب ذاته باللغة العربية، ويقرب عشاق الكاتب التشيكي الفرنسي من هذا المؤلف الذي كان أساسيا في منجزه العام.
بمجرد صدور هذا الكتاب في نونبر 1983 بدا كأنه نداء واتهام في الآن ذاته، وقد ترجم آنذاك إلى جميع اللغات الأوروبية، فقد كان نداء للدفاع عن أوروبا الوسطى (المجر، بولندا وتشيكوسلوفاكيا)، التي انتمت بالكامل، عبر تاريخها وتقاليدها الثقافية، إلى الغرب. لكن الأخير لم يرها إلا من خلال نظامها السياسي، على اعتبار أنها تنتمي إلى الكتلة الشرقية التي كان يقودها الاتحاد السوفياتي.
الكتاب يتضمن أيضا نوعا من الاتهام لأن مأساة “الأمم الصغيرة”، حسب وصف كونديرا، هي في الواقع مأساة أوروبا نفسها، التي لم تهتم ولم تلاحظ حتى وجود خطر يهدد هذه الأمم.
يقول كونديرا في الكتاب: “يؤمن ضيق الأفق الفخور (…) بأن القدرة على تكييف العالم مع صورته هي جزء من حقوقه غير القابلة للمناقشة، وبما أن العالم يتألف أساسا من كل ما يتجاوزه، فهو يكيف العالم مع صورته عبر تدميره (…). إن من يعيشون حاضرهم بمعزل عن سياقه، ويتجاهلون الاستمرارية التاريخية ويفتقرون إلى الثقافة، قادرون على تحويل وطنهم إلى صحراء بلا تاريخ، بلا ذاكرة، بلا صدى، وطن يفتقر لكل مقومات الجمال”.
وفي هذا الصدد، قال المترجم عبد المجيد سباطة إن “مشروع هذه الترجمة بدأ في إطار سعي المركز الثقافي العربي إلى استكمال إصدار كل أعمال الأديب التشيكي الأدبية والنقدية باللغة العربية، فتسلمت العمل على الكتاب، بالإضافة إلى مسرحية “جاك وسيده، تكريم لدينيس ديدرو في ثلاثة فصول”.
وأوضح سباطة، في تصريح لهسبريس، أن “أهمية هذا الكتاب لا تنبع من النبرة الشخصية الشديدة والعنيفة غير المألوفة لميلان كونديرا فقط، بل أيضا لراهنيته، في الوقت الذي أصبحت المركزية الأوروبية والغربية عموما موضع تساؤل مع بروز مجموعة من التحولات السياسية والاقتصادية والثقافية، التي وضعت الغرب في مواجهة محتومة مع حاضره ومستقبله”.
وتابع قائلا: “اليوم نضع هذا النص بين يدي القارئ المغربي والعربي، مع تقديم مميز من بيير نورا، يسبقه نص آخر لم يكن بالشهرة ذاتها، وهو خطاب كونديرا الشاب في مؤتمر الكتاب التشيكوسلوفاكيين عام 1967، في خضم ربيع براغ، قدمه جاك روبينيك، ويحمل عنوان “الأدب والأمم الصغيرة””.
المصدر: وكالات