تقع محمية غزال المها بالجماعة القروية أمصيسي، إقليم تنغير، وتمتد على مساحة تقدر بـ4000 هكتار، تم إحداثها سنة 2008 من طرف قطاع المياه والغابات من أجل إعادة توطين أنواع عدة من الغزلان والنعام الإفريقي.
وتم إحداث هذه المحمية بشراكة مع المجلس الإقليمي ومجموعة “نابي” الألمانية والجماعة القروية أمصيسي ووكالة التنمية الاجتماعية وجمعية أمصيسي للتنمية والبيئة، وتحتوي حاليا على عدة أنواع من الغزلان، على رأسها غزال المها.
وكانت إدارة المياه والغابات بإقليم تنغير قد أكدت سنة 2015 أثناء إطلاق 18 رأسا من غزال المها، أن هذه المحمية تندرج في إطار استراتيجية غابات المغرب، وفي إطار تنفيذ الاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية الطبيعة وإعادة الإدماج التدريجي للحيوانات البرية بموطنها الأصلي.
لحسن قابوري، من ساكنة المنطقة، صرح بأن هذه المحمية الطبيعية ستمكن النظام البيئي بالمنطقة من استعادة توازنه الطبيعي، وكذا خلق أنشطة مدرة للدخل لفائدة ساكنة المنطقة بشكل عام، موردا أن الحيوانات البرية بالمحمية، وعلى رأسها غزال المها، تم جلبها من منتزه سوس ماسة من أجل إعادة تأهيلها في موطنها الأصلي.
وقال قابوري، في تصريح لهسبريس، إن الجهات المسؤولة اختارت مكان المحمية وفقا لطبيعة المنطقة الملائمة لتكون محمية لتوفرها على الكلأ والموارد المائية والظل وأماكن الاختباء، مشددا على أن هذه المحمية “يجب أن تلعب دورها في الحركة الاقتصادية من خلال فتحها أمام عموم الزوار من الساكنة والسياح”.
من جهته، قال جمال بن عدي، إن محمية أمصيسي المتواجدة بدائرة ألنيف “أنشئت منذ سنة 2008، وتم إطلاق عدة أنواع من الوحيش بها، خاصة غزال المها وغزال آدم”، مضيفا أن “المحمية إلى حدود اليوم تبقى مجرد مكان محمي غير معروف لدى المواطنين، لكون الجهات المسؤولة لم تقم بفتحها أو التعريف بما في داخلها من وحيش”، بتعبيره.
وأضاف بن عدي، ضمن تصريح لهسبريس، أنه “إلى حدود اليوم، لم يتم إدماج الساكنة في التنمية ولم تستفد من تفويت أراضي أجدادها لإنشاء هذه المحمية، خصوصا أنها تلقت وعودا منذ إحداث المحمية”، ملتمسا فتحها “على الأقل أمام الجمعيات والمؤسسات السياحية والتعليمية، وذلك من أجل المساهمة في تحسين ظروف عيش السكان وتثمين منتوجاتهم الفلاحية، خصوصا للسياح الأجانب الذين يزورون المنطقة بشكل منتظم”.
وفي تصريحات متطابقة لهسبريس، طالبت فعاليات جمعوية بجماعة أمصيسي الجهات المسؤولة بـ”التفاعل مع مطالب المواطنين من خلال الإسراع بفتح المحمية أمام العموم”.
وقالت الفعاليات ذاتها إن هناك “شكايات عدة سابقة توصلت بها إدارة المياه والغابات بتنغير دون أن تجد آذان صاغية”، ملتمسة “تنزيل برامج تنموية داخل دائرة النيف، والاعتناء بهذه المحمية الطبيعية، وفتح حوار مع الساكنة المحلية من أجل تنزيل محاور استراتيجية غابات المغرب التي أعطى انطلاقتها الملك محمد السادس”.
ومن أجل نيل رأي الإدارة الرسمية، اتصلت هسبريس بالمدير الإقليمي لقطاع المياه والغابات، إلا أنه طلب الانتظار لاستشارة إدارته المركزية ومنحه الموافقة قبل الإدلاء بأي تصريح صحافي رسمي.
المصدر: وكالات