أفقدت القمة المغربية الإسبانية مسؤولي جبهة البوليساريو الانفصالية جادة صوابهم، حيث خرجوا لينفثوا سمومهم حول هذه العلاقات ويهددوا استقرار المنطقة بعدما وجدوا أنفسهم محاصرين من لدن المنتظم الدولي.
ولم يجد التنظيم الانفصالي، منذ إعلان إسبانيا دعمها الكامل لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء الذي يتبناه المغرب، سوى شن هجومات إعلامية على حكومة مدريد.
القافلة مع الكبار تواصل السير
اعتبر المختص في شؤون ملف الصحراء عبد الفتاح الفاتيحي أن خرجة ممثل جبهة البوليساريو في إسبانيا، عبد الله عربي، التي قال فيها إن رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، يقوم بإخضاع مصالح إسبانيا لرغبات المغرب، هي تأكيد على أن “خصوم الوحدة الترابية يحسون بعزلة مميتة، بعدما باتت مسألة دعم السيادة الترابية من قبل قوى دولية كبرى تحصيل حاصل”.
وسجل الفاتيحي، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “محتوى الدعاية الجزائرية بشأن المنحى التصاعدي لمتانة مسار العلاقات المغربية الإسبانية بعد اعتراف مدريد بنموذجية الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، هو عبارة عن بكاء ورثاء على واقع الانهزامية التي تكبدتها الجزائر”.
ولفت مدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية إلى أن هذه الخرجات لن توقف علاقة القافلة المغربية مع الدول الكبار، إذ تواصل السير قدما نحو جني المزيد من الثمار.
وأوضح المتخصص في ملف الصحراء أن التنظيم الانفصالي ومعه الجزائر، “يشعران بالعزلة والغبن، بعدما بسط المغرب تاريخيا سيادته الإدارية والعملية والسياسية والاقتصادية على أقاليمه الجنوبية، تجسيدا لقناعة عميقة بمغربية هذه الأقاليم، إلى جانب فشل الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية الجزائرية في التأثير على الاختيارات الإسبانية لجعل الحوار القائم على احترام السيادة الترابية أساسا لحل الخلافات البينية والرقي بشراكة متكافئة”.
وقال إن “نشر هلوسات المنهزم والعاجز لا يعفي الجزائر من سؤال الشرعية الأممية، والانصياع لتوصيات وقرارات مجلس الأمن الدولي حول الصحراء، ومنها قبول الجلوس إلى الموائد المستديرة بدون شرط أو قيد”.
وشدد الباحث نفسه على أن تنامي العلاقات المغربية الإسبانية “جعل الجزائر عبر عصابة البوليساريو تهدد الأمن والسلم الدوليين في المنطقة، إلا أن المغرب قادر مع شركائه على تخطي التصعيد وتأمين المنطقة عبر تعزيز علاقته التنموية والاقتصادية مع الدول الإفريقية”.
سلوك إرهابي
نوفل بعمري، باحث في العلاقات الدولية وشؤون الصحراء، اعتبر بدوره أن رد فعل مكتب تنظيم البوليساريو في إسبانيا على زيارة بيدرو سانشيز، “يعكس حجم الانزعاج الذي أحدثه التقارب الإسباني المغربي على مختلف المستويات، بما فيها ما يتعلق بإعلان إسبانيا عن موقفها الداعم لمغربية الصحراء وللحكم الذاتي، وهو الموقف الذي تم تجديد التأكيد عليه في البلاغ المشترك بين الجانبين”.
وقال المحامي نوفل بعمري، ضمن تصريح لهسبريس، إن “التهديد الذي لوح به ممثل التنظيم الانفصالي لاستقرار وسلام المنطقة ومعها إسبانيا، دليل كافٍ لإدانة تنظيم البوليساريو وطرده من إسبانيا بسبب اعتراف المسؤول الأول عنه بالتراب الإسباني بأنهم سيهددون المنطقة وبأن تصاعد التوترات فيها لن يتوقف”.
وتابع بأن مضامين هذا التصريح “تشير إلى ارتباط البوليساريو بالتنظيمات الجهادية والمنظمات الإجرامية التي تهدد منطقة الساحل والمنطقة المتوسطية، بما فيها إسبانيا، وهو ارتباط جعل ممثل الجبهة يهدد بدفع المنطقة إلى المزيد من التصعيد وعدم الاستقرار”.
ولفت الباحث في العلاقات الدولية، في هذا السياق، إلى أن ما بدر من ممثل الجبهة في إسبانيا “يجعل من التنظيم الانفصالي تنظيما إرهابيا مسؤولا عن كل التهديدات التي تطال المنطقة”.
المصدر: وكالات