من المرتقب أن تشكل زيارة بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، إلى المملكة المغربية دفعة “جديدة” و”قوية” للعلاقات “المتصاعدة” بين مدريد والرباط، والتي حسمت مسارها المتنامي منذ القمة الثنائية عالية المستوى في فبراير المنصرم.
وفي وقت يفسر فيها مراقبون تخلي سانشيز عن عُرف “الوجهة الأولى” بفعل تحسن العلاقات بين البلدين وغياب بوادر التوتر والحاجة إلى إشارات الطمأنة، خرجت صحف إسبانية، من بينها “أوكداريو”، للحديث عن رغبة لرئيس الحكومة الإسبانية في زيارة المملكة وفق شرط اللقاء بالعاهل المغربي محمد السادس.
وقالت الصحيفة الإسبانية سالفة الذكر، في تقريرها، إن “سانشيز يريد أن يكون في صدارة الزيارة نحو المغرب وليس رفقة العاهل الإسباني، فيليبي السادس.. بمعنى أنه يريد زيارة خاصة يحظى فيها بلقاء رسمي مع الملك محمد السادس”.
في هذا الصدد، تواصلت هسبريس مع مصدر مقرب من رئيس الحكومة الإسبانية وعضو بحزب العمال الاشتراكي، الذي أكد أنه “لا توجد زيارة حالية لسانشيز إلى المغرب، كما أن سانشيز لم يقم بأية تحركات لوضع شروط في زيارته إلى المملكة المغربية والتي هي بالأساس غير واردة في الوقت الحالي”.
وإلى هنا، من الضروري أن يحل سانشيز بالمملكة المغربية مستقبلا، في إطار تتبع المشاريع المشتركة بين البلدين؛ أولها مشروع الاحتضان المشترك إلى جانب البرتغال لمونديال 2030، والذي يشمل أوراشا مهمة على رأسها النفق البحري.
وجرى التوقيع حينها على 19 اتفاقية تفاهم بين الجانبين، في خضم تحسن العلاقات منذ وضوح الموقف الإسباني من ملف الصحراء، والذي بموجبه أصبحت مدريد داعمة لمخطط الحكم الذاتي بالصحراء.
سعيد إدى حسن، محلل سياسي وباحث في جامعة كوملونتسي في مدريد، قال إن “زيارة سانشيز المرتقبة إلى المغرب ستعطي دفعة قوية للعلاقات بين البلدين”.
وأضاف إدى حسن، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الزيارة ستكون تأكيدا للمواقف الجديدة لمدريد من ملف الصحراء المغربية، والتي جاءت بعد أزمة قوية وغير مسبوقة، وبفعل مشاورات مهمة توجت بخارطة طريق استراتيجية تهم بناء العلاقات بين البلدين على أسس جديدة”.
واعتبر المتحدث عينه أن “هاته الخارطة قوامها الاحترام والتفاهم، وتجنب اتخاذ أية إجراءات أحادية الجانب من أي طرف كان سواء من المغرب أو من إسبانيا، تفاديا للدخول في أية أزمة جديدة”.
ولفت المحلل السياسي ذاته إلى أن “الاتفاق شمل تطوير العلاقات في شتى المجالات؛ منها التعاون الأمني ومكافحة الهجرة السرية، والقضاء على شبكات الاتجار بالبشر والمخدرات، ومكافحة الإرهاب وشتى أشكال التطرف، مع تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية”، مبينا أن “البلديْن اتفقا على تطوير المعابر الحدودية بينهما في ثغري سبتة ومليلية المحتلتين، والتي سترقى إلى معابر جمركية مع الأخذ بعين الاعتبار حسابات ومصالح المملكة المغربية في مقدمتها الشق السيادي”.
واستطرد إدى حسن بالقول: “هنالك العديد من الملفات الشائكة والتي ستشكل زيارة سانشيز دفعة مهمة لحلحلتها؛ من أبرزها ترسيم الحدود البحرية مع جزر الكناري”.
المصدر: وكالات