عرف أرجاء المعمور، خلال العقدين الماضيين، موجة من الأحداث المناخية القاسية التي طالت عددا من المناطق؛ فقد بينت الإحصائيات الحديثة أن عدد الكوارث الطبيعية تزايد بشكل ملحوظ.
تأتي على رأس قائمة هذه الكوارث الأعاصير والفيضانات والزلازل والجفاف والحرائق الغابوية.
وخلال هذه السنة الجارية، شهدنا الزلزال الذي ضرب كلا من تركيا وسوريا يوم 7 فبراير 2023 والذي أودى بأرواح ما يفوق 5 آلاف شخص وزلزال المغرب 8 شتنبر 2023 الذي راح ضحيته ما يفوق عن 2000 شخص؛ مما جعل الأسئلة تكثر حول إن كانت هذه الزلازل مفتعلة أم ظاهرة طبيعية، وبدأت أصابع الاتهام توجه إلى سلاح “هارب” الأمريكي بأن يكون السبب وراء هذه الزلازل.
سلاح “هارب” الأمريكي
مشروع H.A.A.R.P “هارب” السري الأمريكي أو برنامج الشفق النشط عالي التردد، الذي أنشئ في سنة 1891 على يد نيكولاي تسلا، الذي أنشأ تيارا متناوبا وهو التيار المستخدم اليوم، في المنشآت العسكرية في جاكونا ولاية ألاسكا، ويحتوي على 180 هوائيا موزعة على مساحة 14 هكتارا.
يعمل النظام كوحدة واحدة، ويصدر تريليون موجات راديو عالية التردد تصل إلى الغلاف الجوي للأرض، وتحديدا طبقة الأيونوسفير التي تحتوي على الغاز الأيوني، ولكن بنسبة قليلة جدا.
وتندرج مهمة هذا المشروع ضمن دراسة كيفية زيادة كثافة الغاز، وتأثيرها على الغلاف الجوي، وسحب البلازما متعددة الألوان أو بما تسمى الشفق القطبي.
وحسب التقارير الواردة، فإن المشروع تم إغلاقه عام 2015 وتحويل المشروع إلى جامعة ألاسكا للاستفادة من مرافقه في أبحاث أخرى تفيد الطلاب.
يمكن لمشروع “هارب” السري أن يساهم في تعديل المجال الكهرومغناطيسي للأرض والسيطرة على الطقس والمناخ.
بعبارة أخرى، فإن البرنامج قادر على تصنيع الشفق القطبي الاصطناعي على شكل غيوم بلازما ذات كثافة أعلى، في أي مكان أو نقطة على الكوكب، وبالتالي يمكنها أيضا تعديد حالة المناخ.
مشروع هارب ونظرية المؤامرة
أحدث مشروع هارب الأمريكي السري ضجة كبيرة حول العالم، خصوصا من الأشخاص المؤمنين بنظريات المؤامرة، بسبب السرية التي أحاطت بهذا المشروع.
ومن جهته، حذر الكاتب نيك بيجيتش، في كتابه “الملائكة لا تعرف هذا الهارب”، من أن مشروع “هارب” قد يؤدي إلى العديد من الزلازل التي بدورها قد تحول الغلاف الجوي العلوي إلى ما يشبه العدسة العملاقة بحيث “تبدو السماء للرائي وكأنها تتعرض تماما للاحتراق”.
وتكهن العديد من الأفراد عما أسموه بالدوافع الخفية وقدرات المشروع؛ فعلى سبيل المثال، حذرت روزالي بيرتل، العالمة الأمريكية الرافضة للحروب، في عام 1996، من نشر سلاح “هارب” كسلاح عسكر.
بينما ذكر الاقتصادي الكندي مايكل شوسودوفسكى أن “البرنامج يعمل بكامل طاقته ولديه القدرة على إحداث الفيضانات والأعاصير والجفاف والزلازل”.
زلازل من فعل أنشطة بشرية
الزلازل هي ظاهرة طبيعية تحدث عندما يحدث انفصال أو تحرك في قشرة الأرض، يكون هذا التحرك نتيجة لتراكم الضغط في الصفائح الأرضية والصخور تحت سطح الأرض. وعندما يتجاوز هذا الضغط قوة الاحتكام، يحدث اندفاع وتحرك في الصفائح؛ مما يسبب في إطلاق الطاقة الكبيرة التي تتجلى على شكل زلزال. وبالتالي، فلا يمكن للبشر أن يفتعلوا الزلازل أو يمكن أن يفتعلوا زلزالا ذا قدرة بسيطة جدا ولا تتعدى قوته الدرجة الواحدة، عبر ضخ نسبة معينة من المياه في قشرة رقيقة من الصخور، حسب وليام ياك باحث جيوفيزيائي في تصريح له لأحد المنابر الإعلامية.
ووفقا لديفيد هايسل، أستاذ الهندسة في جامعة كورنيل توماس آر بريغز، فإن هارب جهاز إرسال لاسلكي أكبر من معظم أجهزة الإرسال اللاسلكية الأخرى، وليس من الممكن نظريا أن يخلق زلزالا؛ ولكن هناك أنشطة وأفعال بشرية قد تكون فاعلا أساسيا في الزلزال، مثل عمليات التعدين وبناء السدود والتكسير (من أجل فتح الشقوق واستخراج النفط أو الغاز)، ومشاريع المناجم والتخلص من مياه الصرف الصحي وغيرها، فحين تحدث الزلازل الطبيعية عند التقاء الصفائح التكتونية تتكون الزلازل التي يصنعها البشر في أماكن بعيدة عنها.
ويمكن للنشاط البشري أن يتسبب في حدوث زلازل تصل قوتها إلى 8 درجات؛ لكنها غير متعمدة.
يذكر أن هناك أبحاثا تجري حول العالم لفهم هذه الظاهرة بشكل أفضل، ولتطوير نظم للتنبؤ بالزلازل والحد من تأثيرها على السكان والبنية التحتية.
المصدر: وكالات