قال جاكوب أوليدورت، مؤرخ للشرق الأوسط ومدير مركز الأمن الأمريكي ومشروع السلام في الشرق الأوسط التابع للمركز في معهد أمريكا فيرست بوليسي، إن “المغرب هو المفتاح لتعزيز اتفاقات أبراهام”.
أولديرت، ضمن تحليل نقلته “جيروزاليم بوست”، قال: “إن اتفاقيات أبراهام فتحت أرضية جديدة في كيفية انخراط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط وكيف يمكن لحلفائنا العمل معًا”.
ويردف المحلل نفسه: “منتدى النقب الأخير وضّح كيف ضمنت هذه الاتفاقات التاريخية التعاون الدائم وانتشار القواسم المشتركة الإقليمية”، وتابع: “لحسن الحظ؛ لا تزال الاتفاقات فعالة رغم إصرار إدارة بايدن على العودة إلى أنماط عفا عنها الزمن ومزعزعة للاستقرار الإقليمي. حتى في العامين الماضيين، منذ توقيع الاتفاقية، تغير العالم والمنطقة بشكل كبير. وأدت عودة الحرب إلى القارة الأوروبية إلى زيادة التوترات العالمية، وزادت من انعدام الأمن بطريقة دراماتيكية”.
وأضاف أوليدورت: “في الوقت نفسه؛ تكافح أسواق الطاقة العالمية للخروج من الانهيار الناجم عن اضطراب سلسلة التوريد على نطاق واسع والعداء الروسي. ولسوء الحظ لم يكن نهج إدارة بايدن تجاه حلفاء أمريكا وأزمة الطاقة العالمية ذا فائدة تذكر”.
واعتبر أن المغرب، الذي وصفه بـ”الشريك المتواضع”، “يمكن أن يكون بمثابة نبع من اليقين لمستقبل الاتفاقيات والتعاون بين الدول الموقعة في هذه الأوقات المضطربة. لكن هذا سيتطلب إجراءات مدروسة من المغرب ودول اتفاق أبراهام، خاصة في ما يتعلق بـ”السيادة والأمن واحتياجات الطاقة”.
وأردف المؤرخ: “على سبيل المثال؛ تعتبر إسرائيل رائدة في العمليات العسكرية الصحراوية، ويمكن أن تؤدي العلاقات المحسنة إلى مشاركتها خبرتها وتقنياتها لمساعدة مقترح الحكم الذاتي للمغرب، ناهيك عن توسيع جهود مكافحة الإرهاب الإقليمية في القارة الإفريقية”.
كما قال الخبير ذاته: “يمكن للمغرب أيضًا أن يلعب دورًا مهمًا في إخراج أسواق الطاقة من الانهيار متعدد السنوات. بالإضافة إلى اعتباره موقعًا متميزًا للطاقة المتجددة، يواصل المغرب قيادة نشر محطات تحلية المياه لتخفيف الجفاف. ومع ذلك فإن الفرصة الحقيقية تكمن في القرب الجغرافي للمملكة من اقتصاديات إفريقيا جنوب الصحراء وأوروبا والمغرب العربي”.
وأشار المتحدث إلى التقدم الحاصل في خط أنابيب الغاز بين المغرب ونيجيريا، الذي يربط الساحل الإفريقي بجنوب الصحراء المحرومة من الطاقة، قائلا إنه يعد “رمزًا للدور المستقبلي للمغرب عندما يتم دعم الشراكات القابلة للتطوير، التي تضرب بجذورها في الاحتياجات والوقائع الإقليمية على المستوى الدولي”.
كما أكد التحليل أن “فقر الطاقة يعد أحد المساهمين الرئيسيين في المشاكل الاقتصادية والسياسية لإفريقيا جنوب الصحراء. ومن خلال توفير طاقة ميسورة التكلفة وموثوقة وتعزيز التكامل الإقليمي للعلاقات التجارية، مثل خط الأنبوب المذكور، سيتم تمكين الجهود الدولية لمكافحة الخلايا الإرهابية الإسلامية المتطرفة العاملة في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى أو الهجرة الجماعية المدمرة اقتصاديًا إلى أوروبا”.
ووصف الخبير عينه المغرب بـ”شريك طبيعي وفريد من نوعه في كونه منسجمًا ثقافيًا وإستراتيجيًا مع أهمية العلاقات مع إسرائيل، التي تفتخر بوجود جالية يهودية مغربية كبيرة في الشتات”.
وتابع: “إنه يقع في الصلة الجغرافية للعديد من التهديدات، من الإرهاب إلى الافتراس الاقتصادي للصين، الذي يستمر في الانتشار ويبعد الشركاء المحتملين عن المدارات الأمريكية والأوروبية. ولذلك فإن المغرب ليست لديه نقاط قوة فريدة فحسب، بل لديه أيضًا مسؤولية فريدة لمساعدة حلفائنا على فهم التهديدات المشتركة والتعامل معها بشكل شامل”.
المصدر: وكالات