يعد الفنان اللبناني رامي عياش من أبرز الفنانين الذين يمتلكون قاعدة جماهيرية كبيرة ويتمتعون بشعبية واسعة بالمغرب، وهو لا يخفي مدى حبه وتعلقه بالمملكة منذ سنوات طويلة، الأمر الذي دفعه إلى الاستثمار في مشاريع خاصة والانخراط في مبادرات خيرية بالمغرب.
وحل عياش في الأيام الماضية بالمغرب، للقيام بمبادرة تضامنية إثر الزلزال الذي ضرب منطقة الحوز وخلف فاجعة إنسانية، حيث قام بالتوجه إلى أحد مراكز تحاقن الدم من أجل التبرع بدمه ودعوة محبيه إلى القيام بالأمر نفسه، في مبادرة إنسانية نالت ثناء وإشادة واسعة من المغاربة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
في هذا الحوار مع جريدة هسبريس الإلكترونية يتحدث رامي عياش عن مبادرته الخيرية، وجمعيته الخاصة بدعم الطفولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إضافة إلى مواضيع فنية متنوعة.
حدثنا عن مبادرتك الخيرية بالمغرب بعد فاجعة زلزال الحوز.
هذا واجب إنساني على كل شخص، وليس واجبا فنيا فقط. أنا أحب المغرب من قلبي، والشعب المغربي أهلنا وأحبابنا، فأحسسنا بالوجع مثلما مر علينا في لبنان. ولما مر بلدي بأزمات كان الشعب المغربي كله دائما معنا، وجلالة الملك كذلك كان موجودا، فالحب يجمعنا، وإن شاء الله تكون آخر الأزمات.
الفن رسالة، فما هي رسالتك كفنان من خلال ما تقدمه؟
أن يبقى الفن نظيفا، والاسم نظيفا، ولا يدخل الفنان في موجات فنية، لأنها فقط “ترند”. يجب الحفاظ على الأصول والمبادئ التي تربى عليها الفنان، فبهذه الطريقة يبقى هناك دفء في الفن ونحافظ على إرث جميل تعلمناه كفنانين من الرحابنة والست فيروز وعبد الوهاب الدكالي، وغيرهم من كبار الفنانين.
لماذا لم يستطع الجيل الجديد من الفنانين في لبنان حمل مشعلكم كنجوم بالوطن العربي؟
الإعلام هو السبب، في نظري، فهو يستطيع أن يسلط الضوء على الشباب الجدد، ويفرض على الفنانين والنجوم أن يهتموا بهم.
أنا شخصيا أقدم في المسارح والأماكن التي أملكها مواهب جديدة تغني، وأتبنى مواهب وأشتغل عليها وأعطيها أغاني، لأنني عندما كنت صغيرا كنت أتمنى أن يهتم بي أحد ما ويتبناني فنيا؛ فالأكيد أنه من الواجب علي القيام بالأمر نفسه اليوم. لكن على الإعلام أيضا أن يقوم بالضغط علينا لكي يتم الانتباه إلى فنانين آخرين من أجل الإرث الفني.
ما هي الأهداف التي تنبني عليها جمعية “عياش للطفولة” بالمغرب؟
بكل فخر أسست الجمعية بالمغرب قبل بيروت، حيث قمنا تقريبا بتغطية أكثر من أربعة آلاف طفل بالتعليم المجاني منذ بدايتنا، وحتى حفلاتنا يذهب مبلغ مهم من ريعها إلى يومنا هذا للعمل الخيري، لسبب واحد هو إيماننا بالعلم بكل بلدان الوطن العربي، لأنه مفتاح لتأسيس جيل جديد من الأطفال والشباب يكون لهم مستقبل بالمنطقة. والمغرب نحبه، وأقل شيء هو أن يكون لدينا الاتجاه نفسه ببلدنا وبالمغرب، والحمد لله أننا نجحنا كثيرا، ووجدنا أصداء جميلة، فهناك تلاميذ تخرجوا أحسن تخرج وشرفونا.
قدمت العديد من الحفلات بالمغرب على مدار سنوات، فمتى موعد الأغنية المغربية التي ينتظرها جمهورك؟
صحيح، أنا أيضا أنتظر ذلك، وأفتح المجال أمام جميع الشعراء والكتاب المغاربة لكي يقدموا لي ويقترحوا علي ويسمعونني أغاني، لأنني أرغب في ذلك بشدة، وهذا أمر واجب، و”إن شاء الله خير”.
أنا من أول الفنانين العرب الذين أعادوا توزيع أغنية المسيرة الخضراء منذ 15 سنة، وعندما قدمتها تم تكريمي بشكل كبير في المغرب، وحظيت بشكر كبير من العائلة الملكية والجمهور المغربي، فجعلت كل الفنانين العرب يعودون لتقديم الأغنية بمهرجانات المغرب، وبعد ذلك قدمت أغنية “الله الوطن الملك”. أنا أحب الأعمال الغنائية المغربية وآمل امتلاك أغنية خاصة بي.
ما رأيك في تجربة الذكاء الاصطناعي في استنساخ الأصوات؟ وهل يشكل ذلك خطرا على مستقبل الفن؟
والله أنا أخاف عندما يتحدثون عن هذا الموضوع، فاللهم أبعد عنا شر التكنولوجيا وعن أولادنا إن شاء الله يا رب.
كلمة أخيرة لقراء هسبريس..
أحبكم من قلبي، وهسبريس كل الخير فيها، دائما تدعمنا وموجودة وصادقة، وتعرف التمييز، لذلك أتمنى لها التوفيق. وإن شاء الله تكون خاتمة الأزمات في المغرب ويبقى الوطن العربي مجموعا على الخير.
المصدر: وكالات