تستعر “نار الخطابات” الانتخابية بإسبانيا مع بروز مواقف المعارضة، آخرها تصريحات يولاندا دياز، مؤسسة تحالف “سومار” السياسي، التي وعدت بتغيير موقف بلادها الإيجابي من مخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية.
ونقلا عن صحيفة “إل بلورال” الإسبانية، فقد صرحت دياز بأنها “ستسعى إلى تغيير موقف بلادها من قضية الصحراء، وستعمل أساسا على إعادة تعزيز العلاقات مع الجزائر، وزيادة التعاون مع جبهة البوليساريو”.
تصريحات زعيمة تحالف “سومار” المعارض، يضيف المصدر ذاته، “تأتي في سياق حملتها الانتخابية في إطار رغبتها في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، ورغبتها أساسا في إحياء تجربة بوديموس التي خفت بريقها منذ دخول الحزب في الحكومة الائتلافية بقيادة الاشتراكيين”.
طموح محدود
“هذا الخطاب يمكن أن نضعه في خانة تصريحات التيار السياسي الإسباني المعارض الذي يجب أن يبقى في مكانته الطبيعية”، يقول الخبير في الشأن الإسباني نبيل دريوش، مضيفا أن “ما قالته يولاندا دياز أخذ أكثر من حجمه الطبيعي، كما أن أقصى طموحاتها السياسية الحقيقية هو المشاركة في حكومة ائتلافية جديدة بقيادة الاشتراكيين”.
وأردف دريوش، في تصريح لهسبريس، أن “يولاندا لا تستطيع خلافة سانشيز، لأنها بكل بساطة لن تستطيع القدوم ببديل سياسي جديد، كما أن تحالف بوديموس السابق بدوره، وفي أوج قوته، لم يقدر على إقناع الإسبان، واكتفى فقط بالدخول في حكومة ائتلافية بقيادة الاشتراكيين”.
وأورد الخبير نفسه أن “الموقف الاسباني من الحكم الذاتي لا تستطيع يولاندا أو غيرها تغييره، لأنه بالأساس موقف سيادي، يهم مصالح استراتيجية تشمل المجال الاقتصادي والعسكري والعديد من القطاعات المهمة”.
واعتبر دريوش أن “الجواب على تصريحات يولاندا يتحقق في الانتخابات الجهوية في أواخر شهر ماي الجاري، التي ستكون أصدق استطلاع رأي يمكن إجراؤه حول الاستحقاقات الانتخابية الرئاسية في أواخر السنة الجارية”.
التهافت على المغرب
حول مدى تأثير خطاب يولاندا دياز على الأصوات الإسبانية، بيّن الخبير في العلاقات الدولية والشأن الإسباني العمراني بوخبزة أن “هذا الخطاب يبقى في سياق انتخابي، ودياز تسعى لتسجيل نقاط ضد حكومة سانشيز، ومحاولتها استمالة الأصوات الإسبانية بهذه الطريقة تصعب عليها أهدافها السياسية”.
وأورد بوخبزة، في تصريح لهسبريس، أن “ما يقلق المعارضة الإسبانية في ما يخص موقف حكومة سانشيز من مخطط الحكم الذاتي، هو تجاهل السلطة التنفيذية للمعارضة وعدم التفاوض معها في الأمر، لكنهم نسوا جميعا أن الأمر يخص الدولة العميقة، وليس الأحزاب”.
واستطرد الخبير في العلاقات الدولية والشأن الإسباني بأن “المغرب يعتبر مجالا خصبا للسجالات الانتخابية لدى الفرقاء الانتخابيين، خاصة اليمين المعارض، وهو الأمر الذي يجعلنا نتفهم ونقلل من حدة تصريحات زعيمة تحالف سومار”.
وخلص المتحدث إلى أن “الكل في المشهد الإسباني يريد أن يكون له الفضل في ما يخص موضوع تحسين العلاقات مع الرباط، وما يثير اليمين بإسبانيا هو أنه ليس من أعاد العلاقات بشكل جيد مع الجار الجنوبي، بل حكومة سانشيز التي يمكن القول إنها نجحت بشكل لافت في ذلك”.
المصدر: وكالات