“دراغانوف” يواصل إمتاع الجمهور

احتل مغني الراب المغربي “دراغانوف” مكانة متقدمة ضمن الساحة الموسيقية العربية، بعد أن اعتلت أغنيته “Tash” صدارة تصنيف “Top 50 Maghreb Songs”، وفق تصنيف حديث صدر في 27 أكتوبر الجاري.

ويعكس هذا التتويج حضورا فنيا لافتا للفنان المغربي في المشهد الموسيقي المغاربي والعربي، ويؤشر إلى اتساع دائرة جماهيريته، ليس فقط محليا؛ بل على امتداد الرقعة العربية. كما واصلت أغنيته “Tsswirtek” تعزيز هذا المسار، بدخولها قائمة “Billboard Arabic Hot 100″، حيث تمركزت في الرتبة 98، في إشعار رمزي لانتشار الأغنية المغربية الحديثة وتفاعل الذوق العربي مع خصوصياتها التعبيرية وإيقاعاتها المتجددة.

ويأتي هذا التتويج الجديد ليعزز المكانة المتصاعدة التي بات يحظى بها Draganov في المشهد الفني، لا سيما بعد سلسلة من الإصدارات الناجحة التي مزج فيها بين أنماط موسيقية معاصرة ونَفَس تعبيري يعكس نبض الجيل. وقد لقيت أغنيته «Tash» تفاعلا واسعا عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تجاوزت مشاهداتها على “يوتيوب” عتبة 10 ملايين؛ في حين حققت “Tsswirtek” انتشارا سريعا على تطبيقات البث الرقمي، خاصة في صفوف الشباب المغاربي.

وتميز كليب أغنية “Tash” للفنان المغربي Draganov بحضور للفنان الكوميدي اللبناني محمد خساسني، في لمسة فنية أضفت على العمل بُعدا عربيا مشتركا.

وقد شكلت هذه المشاركة توليفة فريدة بين موسيقى الراب المغربي والكوميديا العربية؛ ما منح الأغنية طابعا جامعا يتجاوز الحدود المحلية. ويعكس هذا الاختيار توجها فنيا نحو الانفتاح على ألوان تعبيرية مختلفة، تُسهم في تعزيز التفاعل الثقافي داخل الفضاء الفني العربي، وترسخ موقع Draganov كأحد الأصوات الصاعدة التي تراهن على التنوع والابتكار.

ولا يقتصر الحضور الفني لـ Draganov على أدائه كمغنٍ للراب؛ بل يمتد إلى خلف كواليس الإنتاج والتوزيع، حيث يُعد من بين الأسماء الفنية القليلة في الساحة المغربية التي تجمع بين الكتابة والأداء والإخراج الموسيقي. وقد استطاع مغني الراب المغربي أن يطوّر أدواته ليُصبح منتجا موسيقيا يضع بصمته الخاصة على كل تفصيل في أعماله؛ من التوزيع الإيقاعي إلى المزج الصوتي، مرورا بتصميم الهوية البصرية لأغانيه.

وبفضل هذه التعددية في المهارات، تحوّل Draganov إلى رافعة فنية للعديد من الشباب، إذ فتح أمامهم فضاءات للتعبير والتعاون، وساهم في بروز أصوات جديدة ضمن موجة الراب المغربي المعاصر. كما بات مغني الراب المغربي يشكل مرجعا إنتاجيا يُراهن على الجودة التقنية والتجريب في الألوان الموسيقية؛ ما منحه مكانة متفردة داخل المشهد الغنائي، وجعل منه رقما صعبا في معادلة التحديث الفني الذي يشهده هذا النوع الموسيقي في المغرب.