كشفت دراسة تابعة للمركز الوطني لمعلومات الزلازل (NEIC)، التابع للمسح الجيولوجي الأمريكي (USGS)، أن قوة زلزال الحوز تمزقت بعمق 25 كلم تحت السطح، كما أصبح يشكل منطلقا لوجود مخاطر زلزالية في المناطق التي تسجل معدلات منخفضة.
الدراسة المنشورة عبر مجلة “The Seismic Record” أوردت أن “هذا العمق الزلزالي يتجاوز المعتاد، ولا يشبه الزلازل المعتادة في المنطقة”، مشيرة إلى أن “هذا التمزق كان أعمى ولم يصل إلى السطح”.
ويضيف المصدر ذاته أنه “كان من الصعب على الباحثين في الدراسة تحديد العمق والموقع البؤري التقديري لهاته الهزة، لكن بعد استحضار النمذجة والبيانات الموجية عن بعد أمكن تحديد مصدر مضغوط من الزلزال بعمق يتراوح بين 15 و35 كلم”.
الدراسة الأمريكية بينت أن حدوث الزلزال في منطقة معروفة تاريخيا بأنها غير نشطة خلق جهلا كبيرا لدى الباحثين بتحديد الخصائص المميزة.
والعامل الآخر الذي منع الباحثين في الدراسة ذاتها من تحديد مميزات هذا الزلزال النادر هو الهزات الارتدادية القليلة، التي يتحدث الباحثون الأمريكيون عن كونها: “مواقع هزات لم تعد مفيدة لتقديم مزيد من التفاصيل حول هندسة الأخطاء المسببة للهزة الأصلية”.
المعطيات العلمية المعقدة لـ”NEIC” أشارت إلى أن “زلزال الحوز نشأ في القشرة السفلية من الأرض، بصدع زلزالي أعمى، وذلك في منطقة تشكل خطرا زلزاليا على أي بنايات سكنية”، معتبرة بذلك أن “قوة زلزال الحوز هي الأكبر على الإطلاق في الشمال الإفريقي”.
وتحتمل الورقة البحثية أن تكون القشرة الأرضية تحت جبال الأطلس الكبير السبب في الهزة القوية، “لأن هاته القوة الكبيرة تتطلب انزلاق الصدع من فوق وتحت هذا العمق المركزي”.
“أصبح زلزال الحوز منطلقا لاحتمال وجود مخاطر زلزالية في المناطق ذات معدلات الزلازل المنخفضة والصدوع النسبية، خاصة أن تحديد الأعماق الزلزالية بشكل أكبر صعب للغاية ولا يقين حوله”، يورد “NEIC”.
واعتمد الباحثون في دراستهم الاستخدام العالمي المشترك لبيانات شكل الموجة الزلزالية عن بعد، مع تقديرات دقيقة لموقع الصدمة الرئيسية وعمقها وحجمها وآليتها وتمزقها الحركي.
ولفتت الدراسة إلى أهمية وجود بيانات زلزالية مفتوحة ومتوفرة، وفقا للمعايير الدولية لتبادل البيانات، ما قد يسمح بمشاركة الأوساط الأوسع لرصد الزلازل، وحل تفاصيل تسلسل الزلازل التي لن تكون ممكنة لولا هاته العملية التشاركية.
وفي الأخير دعا الباحثون إلى رصد منسق بين الوكالات الإقليمية والوطنية والدولية، لتحديد أفضل لتقديرات المصادر الحيوية للهزات، وذلك بهدف دعم البحوث والدراسات الهندية للأخطار الزلزالية.
المصدر: وكالات