كشفت دراسة علمية أنجزها باحثون مغاربة أن المملكة لديها القدرة على المنافسة في سوق إنتاج الهيدروجين الأخضر بأقل تكلفة، تصل إلى 2.54 دولاراً للكيلوغرام الواحد، وذلك بمدينة الداخلة.
الدراسة صدرت بعنوان “تقييم إنتاج الهيدروجين الأخضر في المغرب باستخدام مصادر متجددة مختلطة” في “المجلة الدولية لطاقة الهيدروجين” (International Journal of Hydrogen Energy) من طرف فريق من الباحثين المغاربة.
يضم الفريق كلًّا من إلهام أوريا، مهندسة البحث والتطوير بمعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة طالبة دكتوراه في المدرسة المحمدية للمهندسين، ونهيلة نبيل، مديرة أنظمة الهيدروجين الأخضر في المعهد نفسه طالبة دكتوراه في المدرسة الوطنية للعليا للفنون والحرف بمكناس، وسعاد عبد الرفيع، أستاذة باحث في المدرسة المحمدية للمهندسين، ونور الدين بوتمشت، دكتور مهندس بالمدرسة الوطنية للفنون والحرف بمكناس، وسمير رشيدي، المدير العام لمعهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة.
قام فريق الباحثين بمحاكاة وتحسين أنظمة هجينة متعددة باستخدام الطاقة الشمسية والريحية في مواقع مغربية عدة، ودرس معايير مختلفة تساعد على تحليل واختبار أفضل موقع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بأقل تكلفة، وتوصّل في النهاية إلى أن مدينة الداخلة هي أفضل مكان للإنتاج من حيث التكلفة.
وأشارت الدراسة إلى أن عملية التحليل الكهربائي للمياه، إلى جانب أنظمة الطاقة المتجددة، هي أحد أكثر الطرق الواعدة التي ستساهم في جعل انتقال الطاقة نحو صفر انبعاثات الكربون ممكنا.
يستخرج الهيدروجين من المياه عبر فصل الهيدروجين عن الأكسجين عبر عملية تدعى “التحليل الكهربائي”، والاعتماد على طاقة متجددة يجعل منه هيدروجينا أخضر.
وقد تم في إطار الدراسة إجراء تحليل تقني اقتصادي لمنشآت إنتاج الهيدروجين الأخضر في خمس مدن مغربية لتحديد صافي التكلفة وسعة التخزين وتكلفة تحلية مياه البحر، وأظهرت النتائج أن الجمع بين الألواح الكهروضوئية وتوربينات الرياح يمكن أن يسهم في إنتاج هيدروجين منخفض التكلفة في المغرب، وخاصة في الداخلة.
وبحسب الدراسة، فإن التكلفة الممكنة في مدينة الداخلة هي الأقل مقارنة بالدراسات السابقة، كما أظهرت النتائج أهمية استخدام خزانات الهيدروجين لتخزين الطاقة، ناهيك عن إمكانية عدم احتساب تكلفة تحلية مياه البحر لأنها تمثل فقط ما بين 0.12 و0.35 في المائة من صافي التكاليف.
وفقاً لمجلس الطاقة العالمي (World Energy Council)، يُعتبر المغرب من الدول الست في العالم التي تمتلك إمكانات كبيرة لإنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، وهو ما شأنه أن يؤهل البلاد للاستحواذ على 4% من الطلب العالمي بحدود عام 2030.
وكان الملك محمد السادس قد أعطى تعليمات للحكومة، في نونبر من العام الماضي، لبلورة “عرض المغرب” عملي وتحفيزي يشمل مجموع سلسلة القيمة لقطاع الهيدروجين الأخضر بهدف الارتقاء إلى نادي الدول ذات المؤهلات القوية في هذا القطاع المستقبلي، والاستجابة للمشاريع المتعددة التي يحملها المستثمرون والرواد العالميون.
المصدر: وكالات