رصدت دراسة تحليلية حديثة، أنجزها مجلس الجالية المغربية بالخارج والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وشركاؤهما، حضوراً ملحوظاً للاعبي كرة القدم من مغاربة العالم في المشهد الكروي العالمي.
وشملت الدّراسة التحليلية 689 لاعبا من مغاربة العالم يشكلون أكثر من 99 بالمائة من مجموع الممارسين المحترفين لكرة القدم في أزيد من 45 دولة وحوالي 529 ناديا بقيمة مالية تقارب 600 مليون أورو، وببنية بشرية شابة معدل سنها العام لا يتجاوز 24 سنة.
وفي ورقة تقديمية للدراسة، أوضح المجلس والجامعة أن الهدف منها هو مساعدة صانع القرار الكروي في استعمال المعرفة العلمية وتقنيات تحليل البيانات للوصول المبكر إلى هذه المواهب، التي ينبض قلبها بالمغرب وتبدع أقدامها في كل ملاعب العالم.
وتشير الدراسة إلى أنه على الرغم من المجهودات التي تقوم بها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فإن ذلك تغيب عنه آلية خاصة لمواكبة الرياضيين المقيمين بالخارج، خصوصا المزاولين رياضة كرة القدم.
وأكدت أنه أصبح من “الضروري” خلق آلية في هذا الشأن للتنسيق بين كل المجهودات المختلفة في المجال الرياضي بدول المهجر، مقترحة أن تكون هذه الآلية تابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وتعمل- بالإضافة إلى التنسيق بين المجهودات المختلفة في المجال الرياضي- على الارتقاء بالرياضة في الخارج، وتقريبها من الأجيال الجديدة للهجرة المغربية، وتوحيد العرض الرياضي المغربي الموجه إلى أفراد الجالية المغربية بالخارج، والاكتشاف المبكر للمواهب المؤهلة وصقلها وتأهيلها، وتمكين الرياضة المغربية من الانفتاح على الرياضات العالمية.
وبلغة الأرقام، أبرزت الدراسة التحليلية أن 608 لاعبين من بين 689 لاعبا من مغاربة العالم يمارسون في البطولات الأوروبية، منهم 229 لاعبا تراوحت سنّهم عام 2022 بين 18 و23 سنة، مشيرة إلى أن القيمة السوقية لـ13 منهم تتجاوز 10 ملايين يورو، بينما تتراوح قيمة 6 منهم بين 5 و10 ملايين يورو.
ولاحظ معدّو الدراسة علاقة عكسية بين تركيز اللاعبين في الأندية والقيمة السوقية لكل لاعب، مبرزين أنه كلما زاد التركيز نقصت القيمة والعكس صحيح، أي كلما نقص التركيز زادت القيمة السوقية للاعب، وقد وجدوا- على سبيل الاستدلال- أن ناديين لا يعرفان حضورا كثيفا للاعبين، ومع ذلك تسجل قيمتهم السوقية مستوى مرتفعا بالمقارنة مع أندية تعرف تركيزا أكبر للاعبين لكن بقيمة أقل.
ويشير التوزيع الذي رصدته الدراسة التحليلية إلى أنه من مجموع الأندية التي يمارس بها مغاربة العالم توجد 5 أندية تضم أكثر من 5 لاعبين مغاربة، و4 أندية تضم 4 لاعبين، و5 أندية تضم أكثر من 4 لاعبين، و26 ناديا تضم 3 لاعبين، و74 ناديا تضم لاعبين اثنين، ثم 421 ناديا بها لاعب مغربي واحد.
وأبرزت الدراسة أن 43.25 بالمائة من اللاعبين يمارسون في القسم الأول، بينما يمارس 42.38 بالمائة في القسم الثاني.
وبخصوص توزيع اللاعبين في رقعة الملعب، فقد رصدت الدراسة التحليلية توازناً على مستوى التوزيع في مراكز اللعب، لاسيما في الجناحين الأيمن والأيسر من ناحية الدفاع، حيث يسجل وجود 35 و37 لاعبا. والملاحظة ذاتها بخصوص الوسط، حيث يتناسب عدد اللاعبين بـ109 في الجناح الأيمن وسط، ويقابله العدد نفسه في الجناح الأيسر وسط، في حين يغيب هذا التناسب في أجنحة الدفاع، التي تسجل فيها أعداد متباينة بفارق 20 لاعبا تقريبا.
وتظل السمة المميزة لتوزيع اللاعبين هي ضعف عدد حراس المرمى، الذين لا يتجاوز عددهم 25 لاعبا. بينما يبقى تركيز عدد اللاعبين في مواقع الهجوم بارزا بالمقارنة مع باقي مراكز اللعب، حيث يصل عدد اللاعبين في هذا الموقع 117 لاعبا، في حين لا يفوق عددهم في قلب الوسط نصف ما يوجد بالهجوم.
وأوضح معدّو الدراسة أنها تبقى مفتوحة على التطوير والتحسين والإغناء من طرف كل الفاعلين الرياضيين في أفق استدامة التألق المغربي، الذي جعل العالم يقف للمغرب احتراما وتقديرا على ما قدمه المنتخب الوطني المغربي في مونديال قطر 2022 من تميز على مستويي الرياضة والقيم الإنسانية الرفيعة.
المصدر: وكالات