حوض واد الشارف الواقع بإقليم فيكيك كان موضوع دراسة جديدة لمجلة “الدراسات الإفريقية وحوض النيل التابعة للمركز الديمقراطي العربي”، والتي تناولت مسألة “إمكانية تشكيل هذا الحوض النهري لخطر الفيضانات”.
الدراسة، التي أعدها أمغار أحمد الباحث الأكاديمي المختص في الجغرافيا، بيّنت أن “أهم العوامل التي تجعل من حوض واد الشارف في دائرة مخاطر الفيضانات هو البنية الجيومرفولوجية وعوامل التدخل البشري التي تهدد الخصائص المورفوميترية لهذا الحوض النهري”.
وأضاف الباحث أن الدراسة بحثت، خلال جوابها عن سؤال تشكيل هذا الحوض للفيضانات، عن مؤشر شكل هذا الحوض ونسبة التضرس ومعامل الاستطالة وكثافة التصريف قصد الخروج بالخصائص المورفودينامية العامة لواد الشارف التي لها دور في الأحداث الطبيعية من امتطاحات وغمر للمنشآت.
وعمدت هاته “الدراسة المورفومترية” إلى تحديد “الخصائص الميرفولوجية لحوض الشارف”، وربطها بالدينامية الهيدرولوجية التي يعرفها، ودورها في خلق أحداث طبيعية استثنائية، ومدى تهديد ذلك على المنشآت التجهيزية.
“باعتبار أن الحوض ينتمي إلى نطاق مناخي شبه قاحل إلى قاحل، ويعرف غطاؤه النباتي ضعفا واضحا، فإن كل هاته العوامل تساهم في خلق مجموعة من المخاطر الهدرولوجية”، قال المصدر ذاته.
ومن أجل التأكد من هاته المعطيات العلمية، قامت الدراسة سالفة الذكر بمعاينة ميدانية لنقطة معينة من الحوض، والتي تتأثر بشكل كبير بالامتطاحات المتكررة، ومن خلالها تم رصد وجود تركز في مياه الأمطار، والتي ترافق وجود عوامل تعرية واضحة على جنبات الواد.
المعطى الآخر الذي كشفته دراسة أمغار أحمد هو نسبة تضرس الحوض، والتي تبدو ضعيفة للغاية، مقارنة بحوض “سافلة” المجاور؛ الأمر الذي يشكل منبسطا سهلا لحدوث الفيضانات.
فيما يخص المنشآت التجهيزية، أوردت الدراسة أن “حوض واد الشارف يخلق تأثيرا واضحا على هاته المنشآت؛ ما يجعل احتمالات تأثرها في المستقبل واردة بقوة. وفي حالة البناء على مورفولوجية الواد، التي تعتبر العامل الأساسي في ضعف البنية التجهيزية، وتضررها التدريجي، فإن ذلك من المحتمل أن يخلق كارثة بيئية في حالة انهيارها”.
وأكدت الورقة البحثية سالفة الذكر أن “الطريق الجهوية رقم 606، التي عرفت إنشاء قنطرة تتقاطع مع الواد سالف الذكر، خلقت نقطة عدم اتزان تهدد بانهيارها، وما يزيد من هذا الاحتمال هو الكفاءة الهيدرولوجية التي يستطيع خلقها واد الشارف”.
ولتقليص هاته المخاطر، دعا المصدر عينه إلى “مراعاة الخصائص المورفولوجية للواد، وهنا الحديث عن الانعراجات وهشاشة تكوينات الواد الحديثة، فضلا عن قدرة الواد خلق أحداث طبيعية استثنائية قوية ومتكررة بشكل دوري”.
جدير بالذكر أن واد الشارف يعتبر من أهم الأودية النهرية بالشمال الشرقي للمملكة المغربية، باعتباره من المصادر القديمة للشبكة المائية إلى جانب واد “تيبودة” وغيرها، والتي تطورت عنه شبكات مائية حديثة بسبب عمليات التعرية مثل واد “مسخسخة”. ويشكل واد الشارف حوضا شاسعا يغطي معظم سهب عين بني مطهر، بمساحة تصل إلى 1962 كيلومترا مربعا؛ فيما خلصت الدراسة ذاتها إلى أن “هذا الواد منبع فيضانات مستمرة قد تهدد البيئة والسكان أيضا”.
المصدر: وكالات