جددت مجموعة من الدول التي فتحت قنصليات لها بالأقاليم الجنوبية للمملكة موقفها الراسخ والواضح بشأن نزاع الصحراء المغربية، مؤكدة أنها ستواصل، على الدوام، دعم مخطط الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، اعتبارا لكونه يشكل حلا واقعيا لهذا النزاع الإقليمي.
جاء ذلك في ندوة دولية نظمتها جمعية يدا في يد للتنمية المستدامة بمدينة مكناس، الأربعاء، تحت عنوان “لماذا فتحنا قنصلية بالصحراء المغربية؟”، تميزت بحضور سفراء عدد من الدول التي سبق لها فتح قنصلية لها بمدينة العيون أو الداخلة المغربيتين، حضرها على الخصوص دبلوماسيون يمثلون البعثات الدبلوماسية بالمغرب لكل من جزر القمر والغابون وبوركينا فاسو والأردن والسنغال وتشاد وليبيريا وإفريقيا الوسطى وجيبوتي.
وأجمع الدبلوماسيون المعتمدون بالمغرب الذين تدخلوا في هذه الندوة على دعم بلدانهم الكامل لمبادرة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، كما هو الشأن بالنسبة ليحيى محمد إلياس، سفير جمهورية جزر القمر بالمغرب، الذي عبر في كلمته بهذه المناسبة عن مساندة بلاده لمبادرة المغرب بدون أي تحفظ، معتبرا إياها توافق القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن والجمعية العامة.
من جانبه، عبر “ممادو كوليبالي”، سفير جمهورية بوركينا فاسو بالمغرب، عن دعم بلاده الثابت والدائم للوحدة الترابية للمملكة المغربية ولمقترح الحكم الذاتي الذي وصفه بكونه مبادرة تشكل الحل السياسي والواقعي الوحيد لطي هذا الخلاف.
وأشاد الدبلوماسي البوركينابي، في مداخلته، بالمبادرة الأطلسية التي أطلقها ملك المغرب، والتي قال إنها تروم مساعدة دول الساحل على الولوج البحري وتحقيق التنمية عبر منحها منفذا على المحيط الأطلسي، لافتا إلى أن الصحراء المغربية تعطي فرصا غير مسبوقة لتقوية الاندماج بين الساحل والصحراء، في إطار مقاربة مبتكرة جنوب-جنوب تحقق الاستقرار والأمن بالمنطقة.
جمانة غنيمات، سفيرة المملكة الأردنية الهاشمية بالمغرب، التي فتحت بلادها قنصلية لها بالعيون في مارس 2021، أكدت في كلمة لها بالمناسبة أن “علاقة المملكتين حكاية حب ضاربة في عمق التاريخ ونموذج للعلاقات العربية الأخوية التي تدعم بعضها بعض”، وأن “الأردن كان على الدوام داعما للمغرب في جميع قضاياه، وكذلك الأمر بالنسبة للمغرب”، مشيرة إلى أنها مكلفة من طرف ملك بلادها للسعي لتعزيز العلاقة بين البلدين الشقيقين.
أما “سينابو ديال”، سفيرة جمهورية السنغال بالمغرب، فقد أكدت أن بلادها بادرت إلى افتتاح قنصلية عامة لها بالداخلة، في أبريل 2021، تكريسا للصداقة التاريخية التي تجمع بين المغرب والسنغال، لافتة إلى أن العلاقة الأخوية بين البلدين الشقيقين عميقة وقوية وعريقة على المستوى الحضاري والثقافي والديني.
وأضافت أن بلادها عبرت عن دعمها الثابت والواضح لمغربية الصحراء ووحدته الترابية منذ الاستقلال، ولم يتغير هذا الموقف، بل يتم تأكيده في كل فرصة، وآخرها كانت بمناسبة تولي الرئيس الحالي مقاليد الحكم، حيث كانت أول زيارة لوزير الخارجية الجديد إلى الخارج إلى المملكة المغربية، “تأكيدا مرة أخرى لدعم المغرب في ملف الصحراء، والصحراء مغربية كما كانت دائما وستظل كذلك”، بتعبير سفيرة السنغال بالمغرب.
نعيمة بن فادية، رئيسة مؤسسة يدا في يد للتنمية المستدامة، قالت في كلمتها الافتتاحية لهذه الندوة، إن هذه المناسبة تشكل فرصة للاحتفاء بالصداقة التي تجمع بين المملكة المغربية وحوالي 30 دولة من قارات مختلفة فتحت قنصليات لها بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
وأضافت أن “فتح هذه القنصليات من طرف بلدان صديقة وشقيقة، هو أرفع تعبير عن الاعتراف بمغربية الصحراء، ومساندة هذه البلدان، بشكل قانوني ودبلوماسي، للمغرب في حماية مصالحه الوطنية ووحدة أراضيه وسيادته على كامل ترابه”، معتبرة هذه المبادرات “تشكل عملا سياديا ينسجم مع القواعد والأعراف الدبلوماسية”.
وتابعت بن فايدة بأن “هاته المواقف المشرفة تؤكد أن مغربية الصحراء أمر محسوم ولا رجعة فيه، كما تبرز أن ذلك حقيقة تاريخية وسياسية وقانونية لم تكن يوما موضوع تفاوض”، معبرة عن ثقتها في ما يشكله فتح هذه القنصليات من رمزية سياسية، ورافعة اقتصادية للتبادل التجاري والاستثمار والتعاون بين المغرب والبلدان المعنية.
المصدر: وكالات