السبت 4 مارس 2023 – 01:25
احتفت مدينة خنيفرة بتجربة صلاح بوسريف الشعرية والنظرية خلال “الملتقى الثاني للنقد الأدبي”، الذي نظمه مركز “روافد”، والذي تسمّت دورته باسم الشاعر والناقد صلاح بوسريف؛ “لما ميز تجربته بفرادتها، وقطعها مع القصيدة، بكل ما تجره خلفها من مفاهيم وتصورات، ومن مكونات وبنيات”.
ودافع بوسريف في كلمته بالملتقى عن “حداثة الكتابة”، التي هي “نص شعري بنفس ملحمي تركيبي، وبناء يستغرق كتابا بكامله، لا بقصائد متفرقة، كون مفهوم القصيدة (…) مفهوم تاريخي يرتبط بسياق جمالي، في ظل التحولات الكبرى التي حدثت في الوعي وفي الرؤية وفي الشعر نفسه، لا يمكن أن يستغرق الشعر في راهنه، ثم إن الشعر هو جامع أنواع، والقصيدة هي نوع داخل في الشعر، ولا يمكن أن نسمي الجنس بالنوع، وهذا ما حدث إبان عصر التدوين الذي ما زلنا نسير خلفه، تصورا ونظرا.”
وأضاف بوسريف، كما ورد في تقرير الملتقى، أن “القصيدة العربية، إلى اليوم، حتى في أنماطها الحداثية (…) بقيت غنائية، صوت الشاعر فيها هو المهيمن، وهي تكتب بالصوت والأذن، ولا تعي معنى ودور ووظيفة الصفحة كدال من دوال الشعر، وما عرفه الشعر من توسع في دواله، بما في ذلك البياض والفراغ والعلامات والرسوم والرموز؛ ففي العمل الشعري ثمة نص، وكتاب هو ما يواجهنا، وكذلك بناء شبكي معقد ومتعدد، بمعمار هو نسيج مركب شديد التنوع، لا يمكن لصفحة أن تشبه فيه صفحة أخرى، ولا يمكن للقارئ أن يكتفي بما سماه بالقراءة العمياء، التي تكتفي بالسواد، ولا ترى البياض وغيره من الدوال الأخرى البانية للعمل الشعري.”
وأكد على ذلك الناقد عبد الله شريق، الذي قال إنه قرأ عملين شعريين لصلاح بوسريف من منظور حداثة الكتابة، أو مفهوم الكتابة والكتاب، هما “رفات جلجامش” و”كوميديا العدم”، ووصل إلى أن “بوسريف أخذ الشعر إلى مساحات أخرى، وإلى البناء الملحمي المركب المتداخل الذي لا يبقى فيه الصوت الواحد المهيمن”.
أما الشاعر والناقد رشيد الطالبي فاشتغل على “كتاب الليل والنهار”، واعتبره “عملا استثنائيا، لأنه كتاب وعمل شعري بنفس المعنى الذي تسير فيه تجربة صلاح بوسريف”. وتوقف عند “مفهوم الذات الشاعرة التي نلمسها، ليس في الشاعر في ذاته، بل في النصوص أو الأعمال، ما يجعلنا أمام تجربة لها خصوصياتها وفرادتها، وتميزت باختلافها الذي هو إضافة في الشعرية العربية، وليس في الشعر المغربي فقط.”
الفنان والناقد التشكيلي شفيق الزكاري أضاء، في شهادته، “البعد الإنساني في شخصية صلاح بوسريف، الذي عاشره أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، فعرف فيه الصدق، والإنسان المثابر، بما يتميز به من وضوح وصفاء، وانتصاره للأصدقاء، والوقوف إلى جانبهم في محنهم”.
كما أن بوسريف، يضيف الزكاري، “حريص على مساعدة الشباب من الشعراء والكتاب، ويعطيهم مكانة مهمة، كما خبرته في ملحق جريدة المساء، وفي مجلة الثقافة المغربية، مع تشدده في قيمة الأعمال، وإبداعيتها، تفاديا للابتذال.”
المصدر: وكالات