عادت النيران لتلتهم هكتارات من غابات شمال المملكة، وبالضبط في إقليم شفشاون الذي عرف السنة الماضية حرائق متعددة أتت على مساحة واسعة من الغطاء الغابوي الذي لم يتعافَ بعد.
واندلع، الخميس، حريق غابوي جديد في غابة “اكسمان” الواقعة ضمن النفوذ الترابي لجماعة باب برد بإقليم شفشاون، مخلفا، وفق مصادر محلية، خسائر فادحة، في الوقت الذي أعاقت فيه رياح قوية عملية تحويط الحريق وإخماده التي استعمل فيها أسطول جوي.
وأعاد الحريق الأخير إلى الأذهان حجم الخسائر التي كبدتها حرائق مناطق شمال المغرب خلال الصيف الماضي، لا سيما أقاليم العرائش وشفشاون وتطوان ووزان وتازة التي أجلي منها آلاف السكان ومئات الأسر وأتلفت فيها محاصيل زراعية ونفق بها عشرات رؤوس الماشية.
وأبدى متابعون للحريق الأخير تخوفهم من تكرار “مأساة” سنة 2022 سواء في المناطق ذاتها أو في جهات وأقاليم أخرى من المملكة، لاسيما في ظل ارتفاع درجة الحرارة الذي تعرفه عدد من مناطق المغرب بشكل مبكر خلال السنة الجارية.
محمد بنعطا، منسق التجمع البيئي لشمال المغرب، قال إنه على الرغم من أن ارتفاع درجة الحرارة تعد عاملا مسببا لحرائق الغابات فإنها “تبقى ضئيلة”؛ بينما “غالبية الحرائق تكون بتدخلات بشرية مباشرة وغير مباشرة وعن قصد أو عن غير قصد”.
ودعا بنعطا في هذا السياق إلى تشديد المراقبة في المجال الغابوي بمختلف مناطق المغرب، عبر تكليف الوكالة الوطنية للمياه والغابات لأشخاص بصفة دائمة أو مؤقتة بمهمة الحراسة والمراقبة، خاصة خلال الأشهر التي تعرف ذروة الحرائق.
وأضاف، في تصريح لهسبريس، أن المكلفين بالحراسة “يجب أن يكونوا من أبناء المنطقة؛ ما يتيح لهم مجالا أكبر للتحرك، وبالتالي رصد أي حريق حديث أو تحرك مشبوه والإبلاغ عنه بالسرعة المطلوبة إلى الجهات المعنية لتتدخل”.
وشدد منسق التجمع البيئي لشمال المغرب على أنه بالموازاة مع حراسة الغابات وجب إطلاق حملات واسعة للتحسيس بمخاطر تنامي ضرر المجال الغابوي للمغرب على البيئة والمناخ وتجنب أسباب الحرائق بالنسبة لمرتادي الغابات لأسباب مختلفة كالرياضة والترفيه.
وكان عبد الرحيم الهومي، المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، أكد، في تصريح سابق لهسبريس، أنه سيتم اتخاذ إجراءات للحد من مخاطر الكوارث الطبيعية؛ في مقدمتها الحرائق التي تمس هكتارات واسعة من المجالات الغابوية في البلاد، بما في ذلك الاستعانة بطائرة “درون” من أجل رصد وتتبع بؤر الحرائق.
يُشار إلى أن المغرب عزز، مؤخرا، في إطار جهود مقاومة الحرائق، أسطوله الجوي المخصص لإخماد النيران بثلاث طائرات إضافية من نوع “كنادير”.
المصدر: وكالات