مع نهاية كل موسم دراسي وبداية آخر، يجد التلاميذ الحاصلون على الباكالوريا وأولياؤهم أنفسهم مضطرين لاختيار مؤسسة جامعية معينة.
وقد يواجه بعض التلاميذ حيرة في الاختيار، خاصة أن معدل نيل شهادة الباكالوريا يظل عنصر الحسم في عدد من الحالات، وهو ما يسميه بعض الخبراء “توجيها قصريا للمعدل”.
في هذا الإطار، قال عبد الناصر ناجي، رئيس مؤسسة أماكن لجودة التعليم، إنه من المفروض أن يكون التوجيه سيرورة في الزمن، وليس محطة ظرفية بعد سلك الثانوي.
وتحدث ناجي، ضمن تصريح لهسبريس، عن أهمية المشروع الشخصي للتلميذ، قائلا إن “المتعلم يجب عليه أن يبنيه منذ نهاية التعليم الابتدائي بعد أن يتعرف على مؤهلاته وما يرغب به ويكتشف ذاته ويعرف مكمن تميزه والمهن التي تستهويه”.
وأعطى مثالا في هذا الصدد بأن “كثيرا ما نسمع الأستاذ يسأل التلميذ في الابتدائي عما يريد أن يكون في المستقبل، فيجيبه: أريد أن أكون طبيبا. يجب أن يهيئ نفسه منذ تلك اللحظة بشأن هذا الأمر”.
وقال ناجي إن “المنظومة التربوية تعاني من خصاص في مستشاري التوجيه، بحيث لا نجد مستشارا لكل قسم دراسي خاص يتابعه طيلة السنة، بل يكون هناك موجه لمؤسسات متعددة، وبالتالي التلميذ لا يراه إلا مرة واحدة كل ثلاث سنوات”.
وتحدث رئيس مؤسسة أماكن لجودة التعليم عن الفرق ما بين التوجيه كمهنة أو وظيفة، وشرح: “إذا ما اعتبرنا التوجيه وظيفة، فيمكن أن يشغلها المدرس نفسه ويجب أن يكون مؤهلا ودرس مجموعة من الوحدات في التكوين الأساس ليكون موجها، إذ ليس كافيا أن تكون مدرسا لتكون موجها”.
وأوضح ناجي أن “النظام الأساسي الجديد ذهب في إطار الحفاظ على مهنة التوجيه”.
وشدد على أنه نتيجة الاختلالات التي تكون في التوجيه، فإن مجموعة من التلاميذ في الباكالوريا لا يتوجهون إلى المسارات التي تلائمهم، معلقا: “نجد أن المعدل هو الذي يوجه التلاميذ، فمن حصل على معدل عال يتوجه سواء إلى الطب أو الهندسة أو الأقسام التحضيرية أو إلى مؤسسات التعليم العالي التي لها حظوة اجتماعية لدى المجتمع”، متحدثا عن “الفرق ما بين المؤسسات ذات الاستقطاب المحدود والمؤسسات ذات الاستقطاب المفتوح”.
وتابع: “يجب ألا يكون هذا التصنيف الطبقي، بل المفروض أن جميع المؤسسات تؤدي أدوارها”، موردا: “ممكن أن أختار أن يكون مساري هو التكوين المهني، ولكن ليس لأن نقطتي لا تخول لي التوجه إلى مؤسسات أخرى، بل لأن لي رغبة في اتباع هذا المسار”.
من جانبه، تحدث محمد مشكور، رئيس الفرع الإقليمي لجمعية آباء وأولياء التلاميذ بالدار البيضاء، عن أهمية التوجيه المدرسي والجامعي والدور الذي يلعبه في مستقبل التلاميذ والطلبة.
وقال مشكور، ضمن تصريح لهسبريس، إن “غياب التوجيه يشكل خطورة، وهو من أسباب الهدر المدرسي وأيضا الجامعي”.
وأوضح أن “وزارة التربية الوطنية باتت تركز على المشروع الشخصي للتلميذ، يعنى به منذ بداية مساره الدراسي”، مشددا على أهمية هذا المشروع في التأثير على مستقبل التلميذ.
المصدر: وكالات