كان لافتا إعلان نزار بركة، وزير التجهيز والماء، الثلاثاء، تسجيل 69 عينة مائية جديدة بسبب زلزال الحوز، لتعود من جديد التساؤلات حول التفسيرات العلمية لهاته الظاهرة النادرة.
وأكد المسؤول الحكومي ذاته أن السلطات لاحظت تغيرات في تدفق بعض العيون، إذ ارتفع صبيب المياه في بعضها، أما الأخرى عرفت العكس، فيما ظهرت أخرى جديدة وتجددت تلك القديمة.
وكشف بركة أن السلطات المعنية تحاول البحث عن تفسيرات لتأثير زلزال الحوز على عيون المياه، من خلال تدابير وصفها بـ”الآنية”، بتنسيق مع المركز الملكي للاستشعار عن بعد.
وتشكل هاته العيون، وفق خبراء، محطة مهمة لـ”دراسة الطبقة الأرضية بهاته المناطق”؛ فيما يرى البعض أنها “فرصة مهمة يمكن للمغرب أن يستفيد منها في سياق مواجهته لنقص المياه”.
وشكلت هاته الظاهرة محط تساؤل متواصل من قبل مراقبين وخبراء، ومواطنين؛ فيما فسرها توفيق المرابط، باحث في علم الجيولوجيا والزلازل، الذي قال إن “الزلزال يقع عندما يشتد الضغط على القشرة الأرضية، بفعل تقارب الصفائح التكتونية، وهذا الضغط يؤدي بالأساس إلى انغلاق هاته القشرة؛ ما يخلق بعض الصدوع والفوالق عبارة عن انكسارات”.
وأورد المرابط لهسبريس أن “هاته الانكسارات تمس أيضا الفرشة المائية، وبالتالي فهاته الشقوق التي تصيب الفرشة ومع ضغط القشرة الأرضية، ينتج عنه اتصال مباشر مع سطح الأرض، الأمر الذي يفرج عن ينابيع مائية”.
وأضاف المتحدث ذاته أن “الينابيع والعيون المائية التي ظهرت نتيجة زلزال الحوز هي بسبب ارتفاع في مستوى الفرشة المائية، الأخيرة التي هي في الأصل عبارة عن مخزون داخل القشرة الأرضية”.
وبيّن الباحث في علم الجيولوجيا والزلازل أن “هاته الفرشة تبقى مخزونة لملايين السنين، ولا تتجدد إلا مع الأمطار والثلوج”، لافتا بذلك إلى أن “هاته الينابيع التي ظهرت لا يمكن أن يكون لها تأثير على المخزون الاستراتيجي للمياه بالمغرب”.
وفي هذا الشق، تحدث المرابط عن “هاته الينابيع لها تأثير نسبي فقط على الساكنة المحيطة بها، ولا يمكن استغلالها لأوراش استراتيجية كالمد بالماء الصالح للشرب”.
ولفت المتحدث سالف الذكر إلى أن “هاته الينابيع أيضا لن يكون لها تأثير على الخريطة المائية بالمغرب، ولا يمكن أن يتم استغلالها في المشاريع الفلاحية أو الصناعية؛ لكن تبقى مفيدة للمواشي التي تستخدمها الساكنة المحلية”.
العامل الآخر الذي يجعل، وفق المرابط، هاته المياه صعبة الاستغلال الاستراتيجي هو ” تفرقها في أماكن عديدة؛ ما يعني حتى لو كانت بكميات وافرة، يكون مستحيلا ضبطها بطريقة دقيقة”.
من جانبه، اعتبر المصطفى العيسات، باحث وخبير في المناخ والتنمية المستدامة، أن “هاته الينابيع ناجمة عن حدوث شقوق داخل باطن الأرض نتيجة الهزات الأرضية”.
وبين الباحث البيئي ذاته أن “المياه توجد بشكل خاص داخل باطن الأرض، وهاته الينابيع التي ظهرت في الحوز تفجرت بفعل الضغط الداخلي للزلزال”.
وكشف المتحدث ذاته أن “هاته الظاهرة تضع الخريطة المائية بالمغرب أمام اتجاهين؛ أولهما تفجر ينابيع جديدة كما هو الحال في منطقة الحوز، أو حصول جفاف في ينابيع أخرى، وهو ما لاحظناه في مناطق بمكناس وشيشاوة”.
وشدد العيسات على “أهمية استغلال هاته الينابيع الجديدة في تزويد الساكنة المحلية بالماء الصالح للشرب، وأيضا لتزويد الماشية التي تشكل نسبة مهمة من النشاط الاقتصادي”.
المصدر: وكالات
