أكدّ باحثون زراعيون وفلاحون أن التساقطات المطرية التي عمّت، خلال الأيام الأخيرة، مناطق مغربية عديدة، ولا سيما الشمال والغرب، “تعد بموسم فلاحي جيد لزراعة الحبوب في المملكة، خاصة لتزامنها مع فترة الحرث والإنبات، حسب كل منطقة”.
لكن المتحدّثين أنفسهم يشددون على أن “ضمان موسم فلاحي جيد يبقى رهينا بتساقط الأمطار المنتظمة، كذلك، بالكميات ذاتها، خلال أشهر ملء السنابل، ولا سيما فبراير ومارس وأبريل”، مؤكدين أهمية “اعتماد تقنيات حديثة، كالزرع المباشر، في استثمار هذه التساقطات المطرية لزيادة المردودية”.
ومن بين المناطق التي شهدت تساقطات مطرية ما بين يومي الأربعاء والخميس الماضيين النواصر بـ 47 مليمترا، وزناتة آيت حرودة بـ 30 مليمترا، وتيط مليل بـ19 مليمترا. كما سجّلت 9 مليمترات بالعرائش وطنجة المدينة.
وقال أنس المنصوري، مهندس هندسة قروية وباحث زراعي، إن “التساقطات المطرية التي شهدها المغرب، خصوصا المناطق الشمالية والغربية، خلال الأسابيع الماضية، مهمة مثل التساقطات الثلجية التي عرفتها مناطق جبلية في الفترة ذاتها”.
وسّجل المنصوري، في تصريح لهسبريس، أن “هذه التساقطات المطرية سوف تخلّف أثرا إيجابيا على مستوى رفع إنتاجية زراعة الحبوب، لأنها تأتي في فترة الإنبات، التي تعد مرحلة حساسة خاصة بالنسبة لزراعات القمح والشعير”، لكنه يشترط أن “تتبعها تساقطات مطرية قدرها 300 ملم فما فوق خلال أشهر يناير وفبراير أبريل، خاصة أن هذه الأشهر تصادف فترة ملء الحبوب”.
وأضاف الباحث الزراعي أن “أمطار الخير في الأسابيع الأخيرة رغم أنها تركزت في مناطق بعينها، شمالية وغربية، تعقب سنوات من الجفاف المتكرر، الذي خلّف آثارا سلبية على مخزون مياه التربة، ما جعل زراعة الحبوب في خطر كبير”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أهمية أمطار الخير “في رفع مخزون السدود، وتحسين مستويات الفرشة المائية، ما يعد أمرا حاسما لنجاح الزراعات”، وبرأيه فإن “المساحات المزروعة التي اعتمدت فيها التقنيات الحديثة، ولا سيما الزرع المباشر، سوف تكون على موعد مع إنتاج عالي جدا في حال هطلت الأمطار أيضا في الأشهر سالفة الذكر، خاصة أن هذه التقنية معروفة بمساهمتها في الإنبات المبكر والجيد”.
وشرع الفلاحون في منطقة شيشاوة في الحرث وزرع الحبوب في المساحات الزراعية البورية. وقال ميلود الرماح، أحد فلاحي المنطقة: “لولا هذه التساقطات المطرية التي عمّت عددا من مناطق المغرب، ومنها منطقتنا، ما كنا لنشرع في حرث هذه الأراضي”.
وأضاف الرماح، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “التساقطات المطرية التي هطلت خلال الأسابيع الأخيرة سيعم فضلها ونفعها زراعات الأشجار وصنفي الفلاحة الإثنين عموما، السقوية البورية”، مشددا على أن “الفلاحين بدؤوا الحرث تمسكا بهذا الخيط من الأمل”.
وأكد الفلاح ذاته أن “الفلاحين يتطلعون إلى موسم خير، سمته ارتفاع إنتاجية المغرب من الحبوب”، وزاد: “نحن نتحدّث عن سنوات طول من قهر الجفاف”.
وشدد الباحث الزراعي أنس منصوري، في ختام تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن “هذه الأمطار رفعت آمال الفلاحين بعد سنوات من القلق المستمر على مصير فلاحتهم بفعل توالي الجفاف القاسي”.
المصدر: وكالات
