أثار اكتشاف أول حالة لجدري القردة بالمغرب نوعا من الهلع، إذ أبدى مواطنون تخوفهم من تكرار سيناريو “كورونا”؛ لكن أطباء ومختصين أكدوا أن الحال مختلف وأنه لا داعي للهلع، مفيدين بأن نظام اليقظة حاليا يعمل بشكل جيد.
البروفيسور سعيد المتوكل، الطبيب المختص في التخدير والإنعاش وعضو اللجنة العلمية الخاصة بـ”كوفيد 19″، قال يجب عدم خلق حالة من الهلع، مؤكدا أن “جدري القردة ليس مثل كوفيد، وليست له الخصوصيات نفسها”.
وأوضح المتوكل، ضمن تصريح لهسبريس، أن “الحالة التي تم اكتشافها تخضع للعلاج وحالته مستقرة، ويتم حاليا تتبع الأشخاص المخالطين له”، لافتا إلى أن جدري القردة ينتقل إما عبر “اتصال إما مع شؤون المريض مثل أفرشته أو وسائل الحلاقة أو فرشاة الأسنان، أو احتكاك من قبيل الحمام، ثم العلاقات الجنسية”.
وشرح الطبيب المختص في التخدير والإنعاش أن فترة حضانة مرض جدري القردة هي من أسبوع إلى أسبوعين، يليها إحساس بالعياء وانتفاخ الغدد اللمفاوية وطفرات جلدية وتكيسات وتقرحات، منبها إلى أنه عند إجراء التحليل يتم تأكيد المرض، ويتم إجراء تحليل جيني لمعرفة أي نوع من النوعين الموجودين لهذا المرض.
وأكد المتوكل أن جدري القردة له خصوصيات جينية تختلف تماما عن كوفيدـ 19، إذ هو فيروس متكون من ADN وليس الحمض الريبوزي؛ وبالتالي يبقى مستقرا في الغالب.
وفي هذا الصدد، أبرز المتحدث لهسبريس أن جدري القردة عرف تحورات قليلة، لكن موجودة؛ وهو ما جعله ينتشر عبر العالم، سواء عبر وسائل السفر عبر الطائرة أو القطار والاختلاط.
وشدد البروفيسور ذاته على أنه في المغرب “هناك يقظة وبائية ترصد جميع الحالات التعفنية وغير التعفنية التي تعرفها البلاد مثل مختلف الأمراض، وهناك برنامج وطني للرصد والتتبع والتشخيص”.
وأوصى المتوكل “من تظهر عليه الأعراض السريرية بضرورة التوجه إلى المستشفى وإجراء التحاليل اللازمة من أجل التأكد من وجود هذا الفيروس”، مشيرا إلى أنه “في حال ثبت الإصابة به يتم إبلاغ السلطات الصحية وتتبع البروتوكول الذي وضعته الوزارة لهذا المرض”.
من جانبه، قال الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، إن اكتشاف أول حالة لجدري القردة “دليل على أن النظام الصحي المغربي ببروتوكول الاستجابة الخاص به قد عمل بشكل جيد للغاية”.
وفي هذا السياق، أبرز الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية أن أهداف أنظمة الرصد والمراقبة والإنذار لا تتمثل في منع دخول الفيروس إلى بلد ما؛ بل في اكتشاف الحالات المستوردة من الخارج في أقرب وقت ممكن، والحد من الحالات الثانوية وانتقال العدوى محليًا”.
وشدد حمضي، الذي دعا المواطنين المغاربة إلى عدم القلق والهلع، على أنه “حان الوقت للدول الغنية التي لا يوجد لديها الفيروس والمرض والوباء، والتي لديها الموارد المالية واللقاحات والاختبارات، أن تتقاسم هذه الوسائل مع الدول الإفريقية التي لديها الفيروس والوباء ولا تملك لقاحات واختبارات ووسائل كافية لإبطاء الوباء وتقليصه واحتوائه، إذ لا يزال من الممكن تجنب الانتشار العالمي حسب المعطيات العلمية والوبائية”.
المصدر: وكالات