بشكل حيّر العلماء، يواصل حيوان الأوركا استهدافه للسفن الشراعية والقوارب الخاصة بالصيد على طول مضيق البحر الأبيض المتوسط بين المغرب وإسبانيا؛ فيما توجه أصابع الاتهام إليه في “غرق اثنين من الصيادين المغاربة منذ أزيد من سنة، لا يزالان مفقودين إلى حدود الساعة”.
تعود الواقعة، وفق معطيات حصلت عليها هسبريس، إلى العام المنصرم؛ فقد وجد قارب صيد مغربي بدون صاحبيه، بعد تعرضه لهجوم مجهول أتلفه من قاعه قرب سواحل العرائش، فيما أكد المهنيون المغاربة بالقطاع أن “حيوان الأوركا وراء الواقعة”.
ويضع هذا الحيوان، لأسباب غير معروفة إلى حدود الساعة، قوارب الصيد والسفن المتوسطة ذات الأشرعة على طول مضيق البحر الأبيض المتوسط في قائمة أعدائه الكبار؛ وهو ما حدث ليخت شراعي بولندي دمر من القاع، ووجد في الأخير قبالة ميناء طنجة المتوسطي.
وفق موقع شركة Morskie Mile فإن “الهجوم الذي تعرض له اليخت البولندي كان في تاريخ 31 أكتوبر المنصرم، من قبل مجموعة من حيتان الأوركا التي استهدفت زعنفته لمدة 45 دقيقة مخلفة أضرار جسيمة؛ فيما تم إنقاذ جميع ركابه”.
ويفسر العلماء، وفق صحيفة “إنسايدر”، الواقعة بأن “هاته الحيتان تقوم بذلك بدافع المرح، أو بفعل حوادث قد أزعجتها في السابق”.
الطرح الثاني يقدمه يوسف بنجلون، رئيس غرفة طنجة المتوسطية للصيد البحري، الذي قال إن “هجوم الأوركا المتواصل مؤخرا على القوارب ذات الأشرعة يحتمل أن يكون سببه حادثة لهاته القوارب قد أضرت بفرد من الأوركا كانت مجموعته بقربه وشاهدت الأمر”.
بنجلون كشف لهسبريس “اختفاء اثنين من الصيادين المغاربة قبالة سواحل العرائش إلى حدود اليوم على الرغم من مرور سنة على الحادثة؛ فيما عثر على قاربهم الخاص بالصيد مدمرا من الأسفل، وهذا الهجوم مشابه لما تقوم به الأوركا عادة”.
وأضاف المتحدث ذاته أن “عمليات البحث التي تمت من قبل البحرية الملكية لإيجاد الصياديْن المغربيين المفقوديْن لم تسفر عن أي نتيجة إلى حدود اللحظة، رغم تيقن الكثير منا أن حيوان الأوركا يقف وراء هذا الاختفاء”.
ولفت المهني بالقطاع إلى أن “جميع التحريات التي قمنا بها فور عثورنا على القارب في قاع البحر لم نفهم إلى حدود الساعة سبب الهجوم، غير أن الضربة التي جاءت على مستوى القاع مشابهة تماما لما يقوم به حيوان الأوركا”.
وأشار بنجلون إلى أن “الأوركا ذكي للغاية وبدرجة لا تصدق، حيث يمتلك رؤية واسعة لمحيطه، وربما في مضيق البحر الأبيض المتوسط قد تعرض لمضايقة من إحدى السفن الشراعية، ثم بعدها بدأ يشرع في عمليات الانتقام”.
“يعمل هذا الحيوان بمنطق الذاكرة، وأي جسم عارضه أو شكل تهديدا له يعتبره عدوا كبيرا، ويقوم بعدها على شكل مجموعات بشن هجومات منتظمة وبذكاء كبير للغاية”، أورد المتحدث عينه.
وعلى الرغم من غياب أي حل يمكن أن يتم به مواجهة تهديدات حيتان الأوركا، حسب بنجلون، فإن “التدابير التي يتم استخدامها مؤخرا من قبل السفن الشراعية السياحية هي إطلاق مفرقعات نارية تمكن من تخويف الأوركا وإجباره على التراجع”، مبينا أنه “رغم ذلك فالأوركا يجد وسائل لتدارك هاته المفرقعات بفعل ذكائه الكبير”.
وأكد رئيس غرفة طنجة المتوسطية للصيد البحري أن “حيوان الأوركا هاجم، خلال سنة 2023، في ثلاث مناسبات، قوارب صيد مغربية في عرض مضيق البحر الأبيض المتوسط، حيث يوجه ضرباته بقوة ودقة كبيرتين نحو القاع”.
المصدر: وكالات