الإثنين 16 أكتوبر 2023 – 01:00
من أجل “كأس العالم” بالمغرب في قلب الأشجار لا النخيل، دعت الحملة المدنية لـ”حركة مغرب البيئة 2050″ إلى وقف “التنخيل العشوائي”، واعتماد سياسة تشجير واعية في التهيئة الترابية.
وقالت الحركة البيئية إن “لمختلف الجهات المغربية هويتها البيئية التي ينبغي صيانتها”؛ فـ”جهة سوس ماسة على مستوى أكادير وشتوكة آيت باها، عاصمة الأركان”، و”جهة طنجة تطوان الحسيمة، موطن الصنوبريات لكنها شهدت اجتثاث الأنواع الشجرية المحلية وتعويضها بكثافة في شوارعها وساحاتها بنوع الواشنطونيا أو حتى النخل البلدي”، و”الدار البيضاء أصبحت مشتلا للنخلة الكاليفورنية بجميع أحيائها، رغم صعوبة تأقلمها على شط المحيط بكورنيش عين الذياب (…) ثم الرباط، العرائش، القنيطرة، فاس، مكناس، وحتى أزرو”.
وتدافع الحركة على أن “قضية التشجير جوهرية وحيوية”؛ فـ”لمختلف الجهات المغربية هويتها البيئية التي ينبغي صيانتها؛ لأن “المغرب مناخيا وجغرافيا وبيئيا، حتى قبل الحديث عن التغيرات المناخية، 80 في المائة من ترابه جاف أو شبه جاف، ولا نتوفر إلا على 20 في المائة من التراب الرطب”، و”للشجرة وظائف لا يمكن أن تقوم بها النخلة، التي لا تؤدي الوظيفة الإيكولوجية للشجرة ولا وظيفة خلق الظل في المدينة”، والنخل ينبغي “أن يوقَف توسّعه خارج مجال الواحات، مع استصلاح الواحات في الجنوب والجنوب الشرقي”.
وفي تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، قالت سليمة بلمقدم، رئيسة “حركة مغرب البيئة 2050”: “بعدما رأينا المخطط المعمم لملعب الدار البيضاء الكبير الذي من المرتقب أن يستقبل مباريات لكأس العالم، نتساءل كيف يعقل أن محيطه كله نخل، علما أنه سيبنى ببنسليمان، وهي أرض الغابات؛ فهل من المعقول نزع مساحة من الغابات وغرس النخل بدلها؟ هذا غير معقول بتاتا”.
وأضافت: “مع انطلاق الاجتماع الدولي مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بمراكش ومن محاوره المناخ والبيئة، نرى أن هناك تناقضا؛ فإما أن نسلك مسار الانتقال الإيكولوجي، بما فيه الانتقال الطاقي، بحسم، أو ننافق المجتمع المغربي والمجتمع الدولي”.
وتابعت الفاعلة المدنية: “لِنَكُن وطنيين ونطبق أهداف التنمية المستدامة، ولنكن أوفياء لوعودنا للمغاربة أولا ثم السياح، بالاستجابة لحقوق المغاربة والأجيال القادمة، مع خدمة السياحة الخارجية والداخلية، لأنه في المونديال سنستقبل العالم، وسيكون المغرب واجهة، فكيف سنستقبله بالنخل وتلك المناطق ليست بلاد النخل؟”.
وذكرت بلمقدم أن الحملة الوطنية والجهوية والمحلية ممثّلة في مجموعة من المدن الكبرى والمتوسطة بالمغرب، ومطلبها واضح: “نحتاج حملة للتشجير الممنهج ووقف التنخيل العشوائي”، موردة أن “هذه حملة هادفة وواضحة، ننادي بتحقيق مطالبها عبر عرائض للوزارات المعنية ورؤساء المقاطعات والجماعات بالدار البيضاء، لأننا ينبغي أن نستقبل العالم بالشجر لا بالنخل”.
المصدر: وكالات