في حلقة جديدة من برنامج لقاءات يتحدث مبارك بودرقة عضو هيئة الانصاف والمصالجة عن خوضه تجربة البحث عن مقابر جماعية في المغرب لضحايا الاختفاء القسري خلال سنوات سبعينات وثمانينات القرن المنصرم وهي السنوات المعروفة اعلاميا ب”سنوات الرصاص”.
ويَستعيد شَريط ذكريات اشتغاله عضوا في هيئة الانصاف والمصالحة التي تشكلت سنة 2004.
وذكر من ذلك التحريات التي أجراها إلى جانب آخرين منهم الراحل شوقي بنيوب في ملف الضحايا المتوفين داخل معتقلات تاكونيت وأكدز وقلعة مكونة بالإضافة إلى معتقل تازمامارت الرهيب الذي اقترح الحديث عنه في حلقة خاصة.
وذَكر في لقاء مع “اليوم 24” بأنه بعدما كان البحث جاريا عن 50 قبرا تم اكتشاف 55 قبرا أي 5 قبور لم يخضع أصحابها لتحديد تواريخ الوفاة في ضوء المعطيات التي حصلت عليها هيئة الانصاف والمصالحة من قبل السلطات المركزية والاقليمية والاستماع لشهادات المعتقلين الأحياء والموظفون الذين عاينوا ظروف الوفاة والدفن.
الخمسة قبور الاضافية تم اكتشاف وجودها بمقبرة معتقل تاكونيت المعروفة بايمي المعمورة والذي حسب ما كان يتوفر لدى الهيئة يوجد فيه قبرين فقط لكل من موحى والهاوس وباسو زايد أوعبود.
وأوضح بأن القبور الاضافية كانت لأشخاص اعتقلوا مع 205 شخصا على هامش أحد المُؤتمرات بالدار البيضاء وتم ترحيل الجميع إلى هذا المعتقل والتهمة هي “عدم توفرهم على بطاقة التعريف الوطنية”.
وقال “إن التعرف على هوية هذه القبور تم بمساعدة سكان المنطقة، بالإضافة إلى المعلومات التي قدمها عامل شتوكة آيت باها الذي كان باشا في تلك الفترة في منطقة تاكونيت قبل ترقيته إلى عامل وانتقاله الى شتوكة ايت باها.
ويشرح كيف تولت الهيئة بنفسها عملية اكتشاف هذه القبور بعدما فشلت في ذلك وزارة الداخلية التي لم تتمكن من اكتشاف سوى 7 قبور من أصل 50 قبرا
تم حصرها في لائحة رسمية.
يقول بودرقة “كان ذلك اليوم أسودا عندما أخبرتنا وزارة الداخلية بأنها لم تتوصل سوى إلى 7 قبور فقط بعد مرور أسبوعين من البحث”.
اخبار وزارة الداخلية لممثلي هيئة الانصاف والمصالحة تم في اجتماع رسمي حضره 3 عمال يمتد نفوذهم إلى تراب المناطق التي توجد بها المعتقلات المعنية، وفق رواية بودرقة.
وتابع حديثه “عدم رضى الهيئة شعرت به الوزارة فتواصلت معنا فيما بعد وأخبرتنا بعثورها على 16 قبرا وهو ما كان دون طموح الهيئة فاتفقنا مع هذه الوزارة على أن نقوم بأنفسنا بهذه العملية مع ضمان مساعدتها”.
وأرجع بودرقة ما تم تحقيقه من انجازات في عملية العثور على هذه القبور إلى الارادة الملكية التي بدونها لم يكن ممكنا تحقيق أي شيء في مجال العدالة الانتقالية.
وكشف بأن بعض اعضاء المجلس الاستشاري لحقوق الانسان سابقا كانوا ضد هذه التجربة وكان يطلب منهم تسهيل العملية ولاداعي لوضع “البيضة في الطاس” بتعبير
مبارك بودرقة الملقب بعباس.
المصدر: وكالات