خيّم النقاش وسط فاعلين حقوقيين حول وضعية قطاع التعليم، في ظل الإضراب الذي شهدته الساحة التعليمية طوال الثلاثة أشهر الماضية.
وناقشت وجوه حقوقية، خلال مائدة مستديرة نظمها فرع الدار البيضاء للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان مساء الجمعة، وضعية القطاع ومدى تأثير الإضراب على حق التعلم المنصوص عليه في المواثيق الكونية لحقوق الإنسان.
صلاح الوديع، الفاعل الحقوقي البارز، سجل أن قضية التربية والتكوين “ليست قضية يفرضها السياق الحالي؛ بل هي قضية من القضايا الكبرى للبلاد”.
وأشار الوديع، في المائدة المستديرة التي اختير لها شعار “قضية التعليم برؤية حقوقية”، إلى أن الخطب الملكية المتعددة “تعتبر التعليم القضية الثانية بعد قضية الوحدة الترابية لبلادنا”.
وأكد رئيس جمعية ضمير الحقوقية وعضو المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، على أهمية بحث دور كل الأطراف المتداخلة في هذا القطاع، من الحكومة ممثلة في الوزارة الوصية وهيئة التدريس والجماعات الترابية وآباء وأولياء التلاميذ، مشيرا إلى أن لهؤلاء المتدخلين دورا أساسيا للنهوض بقضية طال وقت تأزمها.
ودعا صلاح الوديع، في اللقاء المشار إليه، إلى أهمية وضع تصور حول دور المدرس بالنهوض بقضايا التربية والتكوين.
من جهتها، عرجت المحامية مريم جمال الإدريسي على الأزمة التي عاشها القطاع خلال هذه الفترة نتيجة الإضرابات وتوقف الدراسة، مسجلة أن الحكومة لم تستطع حل المشكل في إبانه؛ حتى لا يكون هناك هدر مدرسي للتلاميذ الذين عانوا التمييز مقارنة مع مدارس التعليم الخصوصي.
وشددت الفاعلة الحقوقية على أن التصريحات التي تم إطلاقها تظهر بأن كل واحد يرغب في رمي المسؤولية على الآخر، موردة أن “الحكومة تحمّل المسؤولية للتنسيقيات وكأنها المسؤولة عن ذلك؛ بينما الواقع ليس كذلك، إذ إن السلطة التنفيذية هي من يجب أن تضمن الحق الدستوري والكوني للتعلم”.
وعبرت مريم جمال الإدريسي عن رفضها الخطوة التي أقدمت عليها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بتوقيف مجموعة من رجال ونساء التعليم المضربة، متسائلة: “علاش كانقلبوا؟ ولماذا هذه المزايدة في هذا الوقت؟ التلاميذ لهم تأخر ونأتي لنوقف هؤلاء، فهل نسعى إلى خلق أزمة أخرى؟”.
وأشارت الفاعلة الحقوقية إلى أن فترة توقف الدراسة بسبب الإضراب وعدم التفاعل السريع معه من طرف الحكومة قد تكون تسببت في جنوح للتلاميذ وصدمات نفسية لهم، موردة بأن فرض عقوبات على بعض الأساتذة سيجعل زملاءهم محبطين ومتذمرين؛ الشيء الذي لن ينفع التلميذ في شيء.
المصدر: وكالات