الثلاثاء 26 دجنبر 2023 – 09:14
طالبت حركة “صحراويون من أجل السلام”، المنشقة عن جبهة البوليساريو الانفصالية، السلطات الجزائرية بالانتباه إلى آراء وأصوات “الصحراويين” الذي لم ينتموا أو توقفوا عن الانتماء لإيديولوجية البوليساريو، وبالتالي عليها أن تفهم أنه “مثلما لم تعد جبهة التحرير الوطني، صانعة انتصارات الثورة الجزائرية، منذ فترة طويلة تحمل لقب الممثل الوحيد والشرعي، فإن البوليساريو لا يمكنها أن تدعي تمثيلها للصحراويين بعد خمسين عاما من تأسيسها وتحت قيادة نفس الأشخاص، خاصة وأن زلاتها وأخطاءها تتجاوز إنجازاتها”.
وأشادت الحركة ذاتها في منشور لسكرتيرها الأول، أحمد بارك الله، على حسابها الرسمي على “فيسبوك”، بالتحركات الدبلوماسية الأمريكية الأخيرة لتسوية النزاع المفتعل حول قضية الصحراء المغربية، معتبرة أن “تدخل واشنطن إلى جانب جهود المبعوث الأممي لإعادة تفعيل العملية السياسية، يشكل فرصة تاريخية تُحتم علينا جميعا الالتزام من أجل مصلحة شعبنا وشعوب المنطقة”، مسجلة أن “الصحراويين عليهم التشبث بالأمل والإيمان بأنه من الصعب أن يكون هناك حل لهذا النزاع أو سلام واستقرار في المنطقة دون تفاهم بين المغرب والجزائر”.
وأشار بارك الله إلى عدد من المصادر الموثوقة التي أكدت أن “الولايات المتحدة الأمريكية عازمة على فرض حل لمشكل الصحراء في العامين المتبقيين من ولاية الأمين العام الحالي للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش”، معتبرا أن هذا النزاع يمر بلحظة حاسمة بالنسبة لـ”الصحراويين” ولاستقرار منطقة شمال إفريقيا، موضحا أن “حركة صحراويون من أجل السلام” لا يمكنها أن تتجاهل اهتمام المنظومة الدولية وحكومة واشنطن بتسوية هذا المشكل.
في هذا الصدد، حثت الحركة ذاتها “الأطراف الأخرى في هذه القضية، وخاصة الجزائر والمغرب وجبهة البوليساريو، على التعاون بصدق وروح المصالحة من أجل الوصول إلى تسوية عادلة ودائمة لهذا المشكل والتصدي للمخاطر التي تهدد أمن المنطقة”، مشيرة إلى أنها “كشفت خلال المؤتمر الدولي الثاني للحوار والسلام، الذي عقد في أكتوبر الماضي في دكار، عن مقترح لحل رابح لجميع الأطراف وضعته تحت تصرف أطراف النزاع لتتم مناقشته وتعديله إذا لزم الأمر”.
وأشارت الهيئة نفسها إلى أن “ظهورها في أبريل من العام 2020، غير المشهد السياسي الصحراوي؛ فقد كانت البوليساريو تقرر بمفردها وعلى مدى نصف قرن من الزمن، نيابة عن الصحراويين، كما زجت بهم في حرب مدمرة وجرت عددا كبيرا من العائلات إلى المنفى بعيدا عن أرضهم”، لافتة إلى أن “قيادة الجبهة عاجزة عن استيعاب أن الأوقات قد تغيرت، وأن استئناف المواجهة وحمل السلاح والمواقف المتطرفة ستقودها في أفضل السيناريوهات إلى الاستسلام”.
كما طالبت الجزائر باستغلال هذه اللحظة الحاسمة من أجل “الاستماع إلى الحركة وإلى الشخصيات القبلية المرموقة وغيرها من ممثلي المجتمع المدني الصحراوي الذين يمثلون الأغلبية خارج نطاق نفوذ البوليساريو في مخيمات تندوف”، ودعت المملكة المغربية إلى فتح سبل الحوار مع الأغلبية المستعدة للمضي قدما نحو إيجاد حل لهذا النزاع.
المصدر: وكالات