كشف استطلاع خاص لمؤشّر “إيدلمان” للثقة، حول “الثقة والعلامات التجارية” (Trust and Brands)، أن أكثر من واحد من أصل كل 3 زبائن يستجيبون لحملات المقاطعة العالمية التي تهم الشركات التي تظهر نوعا من التحيز في الحرب العسكرية بين إسرائيل و”حماس”، التي تعبترها الأوساط في العالم إبادة جماعية، ومن خلال ذلك يعبر هؤلاء المستهلكون عن موقفهم السياسي انطلاقا من عملية التبضع.
وأورد الاستطلاع، الذي اطلعت عليه هسبريس، وأجري عن بعد في 15 دولة: الإمارات العربية المتحدة، المملكة العربية السعودية، البرازيل، كندا، الصين، فرنسا، ألمانيا، الهند، إندونيسيا، اليابان، المكسيك، جنوب إفريقيا، كوريا الجنوبية، بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، (أورد) أن “72 في المائة من العينة المستطلع رأيها في بلاد الحرمين يقاطعون الشركات”، الداعمة لإسرائيل في الحرب الجائرة ضد غزة.
وبخصوص الإمارات العربية المتحدة عبر أزيد من نصف المشاركين في الاستطلاع سالف الذكر، أي نحو 57 في المائة، عن انخراطهم في الحملة الكونية للمقاطعة التي تستهدف الشركات التي تدعم أحد الأطراف؛ في إشارة إلى العلامات التجارية العالمية التي تصطفّ إلى جانب الكيان الإسرائيلي في حربه على قطاع غزة المحاصر، ومنها “كوكاكولا وستارباكس وماكدونالدز”، وغيرها.
ولفت المؤشر الانتباه، بناء على المعطيات التي جرى جمعها في فترة تمتد من 13 إلى 24 أبريل 2024، إلى أن 58 في المائة من المستطلعين في إندونيسيا يقاطعون المقاولات العابرة للحدود التي تقوّي موقف أحد أطراف الصراع الميداني بين إسرائيل وحركة “حماس”، فيما أعلن الموقف نفسه نحو 55 في المائة من العينة المشاركة في الهند، و39 في المائة داخل ألمانيا.
ولأن مقاطعة الشركات متعددة الجنسيات تستدعي الانفتاح على خيارات أخرى، في المجمل وطنية، كشف الاستطلاع السادس الذي تجريه المؤسسة سالفة الذكر عبر الأنترنت، بناء على استقاء رأي 15 ألف مستهلك حول العالم، أن 79 في المائة من السعوديين المشاركين صاروا يفضلون علامات محلية ويستهلكون منتجاتها أكثر من السنة الماضية؛ أي بزيادة بنسبة 13 في المائة.
وأظهر الاستطلاع كذلك أن 66 في المائة من الإماراتيين، أي بزيادة مئوية قدرها 10 نقاط مقارنة مع العام الفارط، يشترون منتجات علامات وطنية هذه السنة؛ وهو ما يعني أن “عنصر الحرب على غزة كان، ربما، حاضراً في تغيير نمط الاستهلاك في هذا البلد الخليجي”.
وعبر 73 في المائة من المشاركين في إندونيسيا عن انفتاحهم على شركات وطنية، مثلما عبر عن ذلك 75 في المائة من عينة الهند، و83 في المائة من المستجوبين في بلاد التنين.
تجدر الإشارة إلى أن الاستطلاع لا يهتم حصريا بالحرب بين إسرائيل وغزة، أو ما يسمى “Israel-Hamas conflict”، وإنما يمثل تساؤلاً لمعرفة العلاقة بين الثقة في علامة وتجارية وسياساتها غير التجارية. ولكن الاستطلاع جاء منسجماً مع سياق تعرف فيه منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط وبقية بقاع العالم “تصدعاً خطيرا” في علاقة بعض المقاولات العابرة للحدود مع أنماط الاستهلاك الخاصة بالزبائن “كونيا”.
وبينت تقارير إعلامية كثيرة أن العلامات التي صدرت ضمن لائحة المقاطعة تكبّدت “خسائر كبيرة تقدر بملايير الدولارات”، رغم استمرار نفي غالبيتها أي “اصطفاف واضح إلى جانب طرف ضد آخر علنا في الحرب الدائرة في الشرق الأوسط”، لاسيما ماكدونالدز وستارباكس وكوكا كولا وبيتزا دومينوز، إلخ، رغم أن بعضها سرّح آلاف العمال، خصوصا في منطقة المشرق.
وتأتي هذه “المقاطعة العالمية” لتكريس الضغط على الآلة الإسرائيلية لإنهاء تواجدها العسكري في قطاع غزة الذي لم يتوقف منذ 7 أكتوبر، عقب ما عرف إعلاميا بـ”طوفان الأقصى”. ومنذ ذلك الحين سحق الجيش الإسرائيلي القطاع بالكامل، وتجاوز كل الحدود، ما جعل جزءا كبيرا من العالم يعتبر أن ما يجري في غزة “حرب ضد الإنسانية”، تتحمل فيها الشركات “الداعمة” مسؤولية أخلاقية لا غبار عليها.
المصدر: وكالات