تزامنا مع احتفالات المغاربة بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، ومع القرار التاريخي الصادر عن مجلس الأمن الدولي الذي أعاد التأكيد على وجاهة الموقف المغربي في قضية الصحراء، تصدرت مجموعة من الأغاني الوطنية المشهد الموسيقي المغربي هذا الأسبوع، إذ عادت بقوة إلى التداول عبر الإذاعات ومواقع التواصل الاجتماعي ومنصات الموسيقى الرقمية، ملهبة مشاعر الفخر والانتماء في قلوب المغاربة داخل الوطن وخارجه.
ومن أبرز هذه الأغاني تبقى الأغنية الخالدة “نداء الحسن” التي كتب كلماتها الراحل فتح الله المغاري ولحنها عبد الله عصامي من أجمل ما سجل في الذاكرة الفنية الوطنية.
هذه القطعة الموسيقية التي خلدت نداء الملك الراحل الحسن الثاني، وشكلت رمزا لمسيرة التحرير والوحدة، مازالت تبث في كل ذكرى وطنية، مستحضرة روح التضحية والتلاحم الشعبي التي ميزت ملحمة المسيرة الخضراء.
كما عادت بقوة أغنية “عيشي يا بلادي” للفنان الراحل محمود الإدريسي، من كلمات علي الحداني وألحان محمد بن عبد السلام، لتتصدر قوائم الاستماع مجددا، وهي من أكثر الأعمال الوطنية تأثيراً وانتشارا، إذ تغنت بها أجيال متعاقبة من الفنانين المغاربة ومازالت تعتبر من الأناشيد الراسخة في الوجدان الجماعي للمغاربة.
ولا يمكن الحديث عن الأغاني الوطنية دون التوقف عند رائعة مجموعة جيل جيلالة “العيون عينيا والساقية الحمرا ليا”، التي تحولت إلى نشيد شعبي يردد في كل ربوع المملكة، من أقصى شمالها إلى أقصى جنوبها، باعتبارها تعبيرا فنيا صادقا عن مغربية الصحراء ووحدة التراب الوطني.
وفي سياق الأعمال الجماعية برزت مجددا “ملحمة المغرب المشرق” التي صدرت سنة 2014، وجمعت نخبة من الفنانين المغاربة، من بينهم الراحلة نعيمة سميح ونجاة اعتابو والراحل محمود الإدريسي، وأسماء المنور وحاتم عمور والدوزي وعبد الفتاح الجريني ورشيدة طلال.
هذه الملحمة شكلت تجسيدا فنيا لقيم الوحدة الوطنية والانتماء الإفريقي والعربي للمملكة.
كما تصدرت مجددا قوائم الأغاني الوطنية الحديثة أغنية “أنا مغربي” للفنان عبد الحفيظ الدوزي، التي حققت انتشارا واسعا منذ إصدارها بفضل إيقاعها العصري وكلماتها المفعمة بالاعتزاز بالهوية المغربية.
ومن بين أبرز الأغاني الوطنية التي تصدرت “الترند” هذا الأسبوع برزت أغنية “ها وليدي” للفنانة خولة مجاهد المعروفة بـ”جايلان”.
الأغنية من كلمات وألحان بيتهوفن وجيلان، ومن إنتاج مداني مراد وبيتهوفن، فيما تم تصوير “الفيديو كليب” تحت إدارة المخرج أيوب السفات.
وفي الإطار ذاته استعادت ملحمة “احنا ماليها” التي كتبت كلماتها ولحنتها الفنانة حياة الإدريسي سنة 2015 زخما جديدا على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي القطعة التي شارك فيها كل من عبد الرحيم الصويري وعبد العالي الغاوي وصلاح الدين محسن ولطيفة رأفت، في عمل وحد الأصوات في حب الوطن.
ومن الجيل الجديد برزت الفنانة شامة بأغنيتها الوطنية “هنا وطن”، التي كتب كلماتها مصعب العنزي ولحنها رضوان الديري، وأخرج “الفيديو كليب” الخاص بها فيصل الحليمي، في عمل يجسد روح الشباب المغربي واعتزازه برموز بلاده.
وفي السياق ذاته شهدت أغنية “مغاربة” للفنان الشاب سليم كرافاطا عودة قوية إلى التداول، وهي من كلمات مصعب العنزي وألحان رضوان الديري وتوزيع رشيد محمد علي؛ فيما تولت إخراج “الكليب” المخرجة كوثر التغزاوي، ليقدم من خلالها رسالة فنية تؤكد وحدة المغاربة من مختلف الجهات والأصول.
كما شهد هذا الأسبوع تصدر أغنية “المغرب مغربنا” المشهد الموسيقي الوطني، وهي من إبداع الشاعر محمد الإدريسي وتلحين محمد الرفاعي، فيما تولى التوزيع الموسيقي محمد الشرابي؛ أما “الفيديو كليب” الخاص بها فأخرجه المخرج المغربي أنور المير، ليضيف للأغنية بعدا بصريا مميزا يعكس حب المغاربة لوطنهم واعتزازهم بمغربية الصحراء.
وعرفت المنصات الرقمية هذا الأسبوع هيمنة واضحة للأغاني الوطنية، التي تجدد ارتباط الفنان المغربي بقضايا بلاده، وتؤكد أن الفن ظل جزءا من روح المواطنة، يعبر عن نبض الأمة المغربية وإيمانها الراسخ بمغربية صحرائها ووحدتها.
المصدر: وكالات