طالبت جمعيات بتوفير مراكز مخصصة لشيّ رؤوس أضاحي العيد بمختلف الأحياء المغربية، قصد تأمين صحة الشباب الذين يزاولون هذه المهنة الموسمية من جهة، وسلامة الوسط البيئي من جهة أخرى.
واعتبرت بعض من هذه الجمعيات أن استمرار طريقة شيّ رؤوس وقوائم الأضاحي بالطريقة التقليدية يشكّل “خطرا” على الشباب الذين يحاربون البطالة في هذه الفترة من السنة، ويحصلون على مدخول يسد حاجياتهم لفترات.
وترى المصادر الجمعوية ذاتها أن وقف عمليات شي رؤوس الأضاحي كما حدث في مناطق من المملكة في السنوات الماضية ليس الحل، وإنما هو “وسيلة ترقيعية، تساهم في حرمان الشباب من فرصة عمل موسمية”.
وكانت جماعة طنجة قررت سنة 2021 بشكل مؤقت منع شي رؤوس الأضاحي في شوارع وأزقة المدينة، مبررة ذلك بـ “سعيها إلى الحفاظ على نظافة الشوارع”.
وقال أيوب كرير، رئيس جمعية “أوكسيجين للبيئة والصحة”، إن “السلطات مطالبة بتوفير نقاط لشيّ رؤوس وقوائم الأضاحي، توفّر شروط السلامة، وتحافظ على نظافة الشوارع والأزقة بالأحياء المغربية”.
وأورد كرير، ضمن تصريح لهسبريس، أن “استمرار شيّ رؤوس الأضاحي بشكله التقليدي يهدد في المقام الأول صحة الشباب الذين يزاولون هذه المهنة الموسمية”.
واعتبر المدافع عن البيئة أن “حظر عمليات شي رؤوس الأضاحي بالأحياء المغربية غير ممكن”، موضحا أن “الأسر المغربية، خاصة التي لا تمتلك مساحة كبيرة في منازلها، تلجأ إلى هذه الخدمة الموسمية”.
ولفت المتحدث عينه إلى أن “توفير نقاط متفرقة في جميع الأحياء المغربية سيمكّن من تجاوز الآثار السلبية التي تخلفها الطريقة التقليدية لهذه الخدمة”، مشيرا إلى أن “السلطات يجب أن تبحث عن حلول ناجعة، وليس عن طرق ستزيد فقط من تعقيد الأمر”.
كما شدد كرير على أن “مهنة شيّ رؤوس الأضاحي ليست السبب في الأضرار التي تلحق البيئة، بل الطريقة التقليدية التي تمارس بها، وهي مهنة مطلوبة من قبل الأسر المغربية ولا يمكن وقفها”.
واتفق محمد وهيب، فاعل جمعوي بمدينة سلا، مع طرح “توفير نقاط في الأحياء مخصصة لشيّ رؤوس أضاحي العيد”.
وقال وهيب لهسبريس إن “هذه المهنة توفر فرص شغل لشباب يعانون من البطالة، خاصة في الظرفية الحالية، حيث صعبت أوضاعهم، ويبحثون عن مثل هذه الفرص الاقتصادية التي تأتي نادرا في السنة من أجل توفير دخل لهم”.
وشدد المتحدث عينه على أن “منع هذه المهنة غير ممكن، والحديث عن أضرارها البيئية يقابله الإقبال الكثيف من المغاربة عليها”، موردا أن “الهاجس البيئي يبقى على عاتق السلطات التي يجب عليها الانخراط في إيجاد حلول إيجابية وناجعة”.
واقترح وهيب على السلطات إحدى المساحات الفارغة قرب شاطئ سلا من أجل توفير نقطة مخصصة لشيّ رؤوس وقوائم الأضاحي، “تكون مجهزة بشروط السلامة، بما يحفظ صحة الشباب المزاول لهذه المهنة، وفي الوقت ذاته الوسط البيئي”.
المصدر: وكالات