عبّرت مجموعة من الجمعيات المدافعة عن حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة بالمغرب عن استيائها من الوضعية التي تعيشها هذه الفئة، مطالبة الحكومة بالالتفات إلى معاناتهم واتخاذ تدابير وإجراءات من أجل تحسين وضعيتهم الاجتماعية.
وخاض عشرات الأشخاص في وضعية إعاقة وقفة احتجاجية أمام مقر البرلمان في الرباط، صباح اليوم السبت، بمناسبة تخليد اليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة، تحت شعار “الأشخاص في وضعية إعاقة يستاهلو ما احسن”، من أجل “فضح وعود المسؤولين الكاذبة”.
وبالرغم من أن الحكومات المتعاقبة اتخذت عددا من الإجراءات الرامية إلى تحسين وضعية الأشخاص ذوي الإعاقة، إلا أن هؤلاء يقولون إن الإجراءات المتخذة لم يتم تنزيلها بالشكل المطلوب على أرض الواقع.
وقال أحد مؤطري الوقفة الاحتجاجية إن الأشخاص في وضعية إعاقة لا يزالون يعانون من عدم تمتيعهم بأبسط حقوقهم، وأدناها توفير الولوجيات من أجل تسهيل تنقلاتهم داخل الفضاءات والمرافق العمومية.
وينص القانون المتعلق بحماية حقوق الأشخاص في وضعية إعاقة، الصادر منذ سنة 2016، على توفير الولوجيات في بُعدها الشامل لهذه الفئة، بما في ذلك في البنايات ومختلف الخدمات والفضاءات المستقبلة للعموم ووسائل النقل والتواصل.
وعلى أرض الواقع، يقول المؤطر الذي توسط حلقة الاحتجاج أمام البرلمان، لا تزال المقتضيات الواردة في القانون معلقة التنفيذ، مشيرا إلى انعدام الولوجيات في القطارات وفي عدد من المرافق العمومية، ما يحُول دون ولوجها من طرف الأشخاص في وضعية إعاقة، مضيفا: “لهذا، نقول كفى من تهميشنا، وندعو إلى مزيد من النضال لنيل حقوقنا”.
ودعا المتحدث ذاته رفاقه المحتجين إلى “التكتّل والابتعاد عن المزايدات السياسية والاستغلال من طرف الفاعلين السياسيين، الذين يطبّلون ويهللون للاتفاقيات الدولية التي لا يطبّقونها”، ذاهبا إلى القول إن الأشخاص في وضعية إعاقة “يعانون الأمرّين جراء الإقصاء الاجتماعي بجميع أشكاله”.
وزكت ذلك المرزوقي رشيدة، وهي طالبة جامعية تدرس بشعبة القانون في سلك الإجازة لكنها لا تتوفر على منحة دراسية رغم أنها تعاني من إعاقة حركية، بحسب تصريحها لهسبريس، مضيفة: “خاصني نطلب باش نمشي نقرا، رغم أنني كبيرة في السن”.
وقالت رشيدة، القادمة من مدينة وجدة إلى الرباط للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية: “كل ما نطالب به هو تمكين الأشخاص في وضعية إعاقة من حقوقهم العادلة والمشروعة، لأن الشخص ذا إعاقة في المغرب يناضل منذ ولادته ليكي يعيش، ونحن لا نطالب سوى بحياة كريمة”.
وتابعت: “لا نتوفر على بطاقة المعاق رغم أن الدولة تعترف بنا كأشخاص في وضعية إعاقة، ولا نتوفر على منحة شهرية. نسمع عن إحداث صندوق لدعم المعاقين ولكننا لا نستفيد منه، ونعيش فقط بالإحسان” (مساعدات المحسنين).
من جهته، قال فريد بونيف، القادم بدوره من مدينة كرسيف، إن الأشخاص ذوي الإعاقة في المغرب “يعانون من الإقصاء والتهميش والحيف، ولا اعتبار ولا كرامة لهم”.
وأضاف: “أتينا من أجل التنديد بمنا نتعرض له من إقصاء وتهميش، ومن أجل الإبلاغ بأن الشخص المعاق لا يزال يعاني في الظل، ولكي نقول لا للظلم ولا للحيف ولا للتهميش والإقصاء، لعل الحكومة الحالية تأخذ ملفنا على محمل الجدّ”.
المصدر: وكالات