يكشف كتاب جديد أدوار مؤسسة إمارة المؤمنين بالمغرب في تدبير الشأن الديني، وحفظ “الأمن الروحي” وضمان حرية التعبد للمسلمين وغير المسلمين بالبلاد، في ضوء المستجدات التي عرفتها إعادة تهيئة الحقل الديني في المملكة.
كتاب “أمير المؤمنين-رؤية متجددة وآفاق واعدة”، الصادر باللغة الفرنسية للمتخصص في القانون والمسؤول الأمني محمد جلماد، اختار في حديثه عن مؤسسة إمارة المؤمنين، تعبير “الكنز”، الذي “لكل المغاربة مسؤولية حمايته والحفاظ عليه”؛ لأنه “ضمانة للوحدة، والانسجام واستقرار المملكة، ووقاية تتحطم عليها أصداء العداء المستهدفة للبلد”.
ومع توقف الكتاب عند جذور “إمارة المؤمنين”، يفصل في أدوارها اليوم، وتنظيمها، وتجديد تدبيرها للشأن العام الديني، خطابا، وأمنا، وتكوينا، وتأطيرا، مع تذكيره بأن استقلال المغرب كان تحت لوائها في عهد الملك محمد الخامس، واستعادة الأقاليم الجنوبية كذلك في عهد الملك الحسن الثاني، وهو ما يستمر في عهد الملك محمد السادس.
إمارة المؤمنين، وفق هذا المؤلف، ليست مؤسسة لتنظيم الشأن الديني فقط بل هي “إرث، ينبغي أن تنقل قِيمه إلى الأجيال الجديدة”، في سبيل الوعي بأهميته وصيانته؛ لأنه “سبيل الوحدة وضمان الأمن الروحي”.
ومع حديث الكتاب عن “أسس الشرعية الدينية لأمير المؤمنين”، وحدود سلطتها في حدود القرآن والسنة النبوية، يوضح باب التأويل الذي يستند إلى الثابتين، مع الانفتاح على أفق واسع للفهم.
ومن بين ما يفسره كتاب جلماد إعادة تنظيم الشأن الديني، بالتكوين وفق الثوابت الدينية للمملكة، وتنظيم أماكن العبادة، “مع عدم السماح للأئمة بالتعبير عن أي رأي سياسي أو نقابي أو تصرفات تمس أسس الإسلام”، وهي تدابير يراها “منضبطة لقواعد الاختيار الديمقراطي بالبلاد، الذي ينبغي أن يجيب على ضرورات صيانة الديمقراطية التعددية، ضد أي توجهات إيديولوجية ذات دعوات إقصائية”.
ومن بين فصول العمل “أمير المؤمنين ضامنا لحرية العبادة”، الذي يوضح فيه أهمية هذه المؤسسة بعد استيعاب الإسلام الوسط، في حفظ حرية اليهود والمسيحيين، في التعبد داخل البلاد، مع تشجيع قيم التسامح والتعايش السلمي.
وحول “أفق حرية الضمير”، يتفهم الباحث التعقيدات التي تحول دون استكمال تحقيقها، معددا مجموعة من الظروف المحلية والدولية التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار لفهم مسببات ذلك.
الكتاب الذي يعرف بظهائر وقوانين ورسائل ملكية تسند تحقيق مقاصد إمارة المؤمنين في المغرب، يتوقف أيضا عند دور أمير المؤمنين بوصفه ضامنا أيضا للحوار بين الأديان، مع تذكيره بعدد من المحطات التي برز فيها هذا الدور عالميا.
المصدر: وكالات