دفع إعلان منظمة الصحة العالمية، الأربعاء، انتشار “جدري القردة” في إفريقيا “طارئة صحية عالمية” وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى “تحيين المخطط الوطني للرصد والاستجابة لهذا الوباء، تبعا لتطور الوضع الوبائي الدولي وكذلك تطور المستوى المعرفي حول هذا المرض وأيضا توصيات منظمة الصحة العالمية”، وفق ما أكدته في بيان صدر أمس الخميس.
وتنفيذا لذلك، ترأس خالد آيت طالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، الجمعة، اجتماعا مع اللجنة العلمية المختصة، خصص لتدارس المستجدات الوبائية على الصعيدين الوطني والدولي. كما ناقش الاجتماع البروتوكول العلاجي المعتمد لمواجهة مرض “جدري القردة” (إم-بوكس).
في هذا السياق، قال الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، عضو اللجنة العلمية المختصة، إن إعلان انتشار هذا المرض “طارئة صحية” يهدف بالأساس إلى “تحذير البلدان التي لم يصلها بعد هذا الفيروس من احتمالية وصوله إليها، فضلا عن الدعوة إلى تضافر الجهود المالية والعلمية والبشرية من أجل محاصرة الفيروس حيث يُوجد”.
وشدّد حمضي، ضمن إفادة في الموضوع، توصلت بها هسبريس، على أن المغرب شأنه شأن باقي دول العالم “يعد مهدداً من خطر انتشار هذا الفيروس ما دام قد أُعلن من قبل منظمة الصحة العالمية طارئة صحية عالمية؛ ما يستدعي مشاركته (المغرب) في المجهود العالمي للحد منه، عبر تحسيس المواطنين والمهنيين الصحيين بالمرض لضمان اكتشافه إذا سُجلت حالات، فضلا عن تعزيز اليقظة والمراقبة”.
من جانبه، نبّه مصطفى الناجي، أخصائي في علوم الفيروسات ومدير مختبر علوم الفيروسات بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، إلى الانتشار الواسع لهذا الفيروس من أصل حيواني والمكتشف لدى الإنسان لأول مرة سنة 1970، والذي أودى بحياة 548 شخصا في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ مطلع العام.
وأضاف الناجي، ضمن تصريح لهسبريس، أن “الطريقة الوحيدة لتجنّب هذا الفيروس في المغرب هو عن طريق اللقاح المُضاد”، مبرزاً أن اللقاح المتوفر حالياً والذي يمكن الاستعانة به للوقاية من الإصابة هو الخاص بمرض الجدري، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين لم يسبق لهم أن تلقوه، مشدّداً على أن “اللقاحات يمكن في جميع الحالات أن تحمي الأشخاص من المرض، إن لم يكن بنسبة مائة في المائة فبتسعين أو ثمانين في المائة.. المهم هو ألا ننتظر حتى ينتشر المرض”.
وبشأن إمكانية إطلاق حملة وطنية للتلقيح ضد مرض “جدري القردة” على غرار حملة التلقيح ضد “كوفيد-19″، قال الطبيب ذاته وعضو اللجنة العلمية للتلقيح إنه “في حالة الاضطرار إلى حملة مماثلة فستكون ـ على غرار حملة كوفيد 19- اختيارية بالنسبة للمواطنين”، مستطردا: “لكن على الناس أن يحموا أنفسهم وأبناءهم وذويهم على اعتبار أن اللقاح هو وقائي من المرض وليس علاجاً بعد الإصابة”، وفق تعبيره.
تجدر الإشارة إلى أنه تم رصد 5 حالات لمرض “جدري القردة” بالمغرب إلى غاية شهر مارس من هذا العام، وفق ما أكدته وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في بلاغ.
المصدر: وكالات