بعدما تداولت العديد من الفعاليات السياسية والمدنية بجهة فاس مكناس أنباء بخصوص انتشار فيروس “جدري الأغنام”، نفت الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماشية، في شخص رئيسها عبد الرحمان المجدوبي، أن تكون للأمر علاقة بهذا الفيروس، لكونه “ليس عاديا مثلما قد يبدو في الحديث عنه، بل هو مرض تعفني خطير تنتشر عدواه بسرعة كبيرة”، مؤكداً أن القول بوجوده يعني ضرورة اتخاذ إجراءات حازمة.
وتحمّل الرئيس المجدوبي “مسؤوليته الكاملة” في القول إن “هناك لقاء تم، حضره بعض ‘الكسابة’ الكبار بمنطقة فاس مكناس، ولم ينطقوا بكلمة واحدة بخصوص وجود هذا الفيروس، حتى كأنباء متداولة بالمنطقة”، مستبعداً أن “يكون الأمر تحدّث عنه الإعلام ووصل إلى البرلمان وغير مُتداول لدى ‘الكسابة’ على مستوى الجهة، خصوصاً المنخرطين في الجمعية أو الذين تربطهم علاقات مع ‘الكسابة’ الآخرين”.
وأضاف المتحدث عينه، في تصريحه لهسبريس، أن “الموضوع لا يحتمل المزايدات السّياسية، لأنه لو كان الفيروس حاضراً في هذه المناطق لكانت الأسواق الخاصة بالماشية ستغلق لعدم انتشار العدوى”، وزاد موضحاً أن “الأغنام بالمغرب تخضعُ للتلقيح، وبالتالي لديها مناعة، فيما الجهات المختصة في الدّولة تساعد في توفير ما يكفي من الحماية للماشية وللسوق الوطنية الخاصة بالأغنام”.
وعرضت هسبريس نفي المجدوبي على رشيد حموني، رئيس فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب، الذي وجه سؤالاً كتابيا لوزير الفلاحة محمد صديقي حول الموضوع، فأوضح أن سؤاله “جاء بناء على فيديوهات وصور وبيانات ومعطيات ميدانيّة موثقة، تبين بوضوح أن الماشية ببعض النقاط على مستوى مناطق بجهة فاس مكناس تعاني من هذا الفيروس”، مؤكداً أن “العديد من رؤوس الأغنام عرفت نفوقا في الأيام الأخيرة”.
وأكد البرلماني ذاته أن “هذا المرض خطير، وأصاب الماشية في وقت ضرب الجفاف هذا القطاع”، مردفا: “شهادات مربي الماشية التي اطلعتُ عليها كانت مؤسفة وتكشف عن حجم معاناتهم بسبب ما فرضه عليهم هذا الفيروس من أوضاع، بحيث تضررت الإنتاجية وأيضا التسويق، خصوصا أن هذا المرض ينتشر بسرعة بين الماشية المتواجدة في المكان نفسه”.
واستغرب المتحدث ذاته نفي رئيس الجمعية الوطنية لمربي الأغنام والماشية، مضيفاً أن “الأمر لا يحتمل أي مزايدة، لكون مصلحة ‘الكساب’ الأولوية في الوقت الحالي، وأيضاً الإنتاج الوطني من الأغنام”، ومؤكدا أن “السلطات ملزمة بتوضيح الموضوع بشكل رسمي، وأن تبين ما إن كان اللقاح قليلاً أو غير مجد، والسبب الحقيقي وراء انتشار هذا الفيروس، لكوننا تجاوزنا نقاش هل هو موجود، بل نحن أمام لماذا يوجد”.
وتفاعلاً مع الموضوع، قال حميد بوحنون، نائب رئيس الغرفة الفلاحية لجهة فاس مكناس، إن “أطر المكتب الوطني للسلامة الصّحية للمنتجات الغذائيّة المتواجدة بالإقليم باشرت عملية التّلقيح في صفوف الأغنام المصابة وغير المصابة خلال الأيام الأخيرة، تفاعلاً مع الأنباء التي تم تداولها بخصوص فيروس جدري الأغنام”، موضحاً أن “الجهات المختصّة شخّصت هذه الأغنام بكونها مصابة بالفيروس المذكور”.
وأوضح بوحنون، في تصريحه لجريدة هسبريس، أن “عملية التلقيح همّت إلى حدود الساعة أزيد من 4 آلاف رأس بعدة جماعات، فيما تشمل العملية حتى الأغنام غير المصابة لضمان سلامتها ومحاصرة الفيروس والحد من انتشاره”، مشددا على أن “التلقيح مازال متواصلا، في وقت ستقوم الجهات الرسمية بالتخطيط للحلول الممكنة لاحقاً من أجل الحد من نفوق الأغنام”.
وسجل المتحدّث عينه أن “أطر المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية تمكنت من تطويق جميع البؤر التي انتشر فيها الفيروس تقريبا”، لافتا إلى أن “هناك مشكلا تقنيا متعلقا بقلة الأطر، فنحو ثلاثة أشخاص فقط من أطر ‘أونسا’ يتواجدون في الإقليم، ولو كانت الموارد البشرية كافية لتمكنوا من تشديد الخناق على الفيروس في الأيام الأولى لانتشاره”.
المصدر: وكالات