السبت 20 أبريل 2024 – 02:00
قال محمد حسن، أستاذ التعليم العالي بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية بتونس عضو بالأكاديمية التونسية للآداب والعلوم والفنون منذ 2019، إن عملية التهجير الكبيرة التي قام بها موسى بن نصير، أحد الفاتحين للمنطقة المغاربية، هي التي أفضت إلى الانتشار البربري في المنطقة، وإن قدوم بني هلال أدى إلى انصهار المكونات الاجتماعية التي كانت موجودة آنذاك بعد أن كانت في السابق متناحرة.
وذكر محمد حسن، المتخصص في التاريخ الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والآثار ببلاد المغرب والأندلس، في محاضرة احتضنتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، أن موسى بن نصير “قام بعملية تهجير كبيرة جدا، ونُقلت قبائل كثيرة من منطقة إلى أخرى، ومن هنا نفهم ما يسمى بالانتشار البربري، فنجد زناتة في كل بلاد المغرب، وهذا حصل نتيجة تقدم العرب في اتجاه المغرب ثم التوطين العربي”.
وأردف الجامعي التونسي عند حديثه عن التاريخ العسكري لبلاد المغارب، بأن المجموعات البشرية التي كانت موجودة آنذاك، وهي البربر والرومانيون والأفارقة، أضيفتْ إليها المجموعة الرابعة المكونة من اليمنيين والعدنانيين، معتبرا أن “الانصهار والتعايش بين هذه المجموعات حصل بعد قدوم بني هلال”.
وأضاف المتحدث أن هناك عددا من الإشكاليات تحتاج إلى نقاش، من قبيل عدم قول بعض الباحثين بعدم حصول هجرة القبائل البربرية من الشرق إلى الغرب، معتبرا أن هذه “الهجرة حصلت عند قدوم العرب، بدليل أن قبيلة لواتة كانت على التخوم المغربية المصرية، وأول معاهدة حصلت بين عمرو بن عبد العاص ولواتة عام 21 للهجرة، ولكن فيما بعد نجد لواتة في المغرب والأندلس، وهذا حصل نتيجة انتشار لواتي وانتشار زناتي”.
محمد حسن، الذي وصفه إبراهيم القادري بودشيش، أستاذ التعليم العالي بجامعة مولاي إسماعيل بمكناس، الذي قدمه قبل إلقاء محاضرته، بأنه “أحد أيقونات تاريخ وحضارة الغرب الإسلامي”، دعا إلى تجاوز بناء استراتيجية بحثية جماعية بين الباحثين في التاريخ في المنطقة المغاربية، “وتجاوُز المدرسة التاريخية الاستعمارية القديمة، لأنهم (يقصد المستعمرين) كانوا يبحثون عن الآثار الرومانية، والاكتشافات الجديدة، وأحيانا بشيء من التعسف، وذلك بربط المواقع المكتشفة بالاسم القديم الروماني، وكأنه نوع من التبرير”.
ودعا المتحدث إلى تكثيف الدراسات اللغوية المقارنة، من أجل فهم قضايا الطوبنوميا (علم أصول أسماء المواقع) المشتركة في بلاد المغرب، مشيرا إلى أن هناك مئات من أسماء المواقع المشتركة في بلدان المنطقة.
المصدر: وكالات