تواصل حقينة السدود المغربية تراجعها المستمر في ظل الارتفاع الذي تعرفه درجات الحرارة بعد أسبوع من دخول شهر أكتوبر، في مؤشر يؤكد تفاقم أزمة المياه في البلاد، والضغط الإضافي على المخزون المائي المتراجع.
ووفق الأرقام التي أعلنتها وزارة التجهيز والماء في بوابتها الرسمية إلى حدود الجمعة 6 أكتوبر الجاري فإن نسبة ملء السدود بلغت 25.5 في المائة، في وقت كانت تقدر بـ26.8 بالمائة قبل شهر.
وتبين الأرقام المنشورة في الموقع الرسمي للوزارة حجم التراجع المتنامي لحقينة السدود، إذ تشكل الحرارة المفرطة التي تشهدها العديد من مناطق المملكة عاملا إضافيا يرفع من نسبة فقدان المغرب موارده المائية، التي تقدر بـ4112,1 مليون متر مكعب فقط، في وقت تبلغ الطاقة الاستيعابية لسدود المملكة 16122,6 ملايين متر مكعب.
وفي تعليقه على الموضوع اعتبر محمد بنعبو، الخبير في المجال البيئي والمناخي، أن “موجة الحرارة الاستثنائية التي تعرفها المملكة منذ أواخر شتنبر إلى حدود اليوم، ومن المنتظر أن تستمر في الأيام المقبلة، تساهم في تأزيم الوضع المائي على المستوى الوطني”.
وأضاف بنعبو في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: “نعلم جيدا أن الحرارة عندما ترتفع إلى 40 درجة مئوية تؤثر بشكل كبير على المخزون المائي، بفعل تبخر المياه المخزنة”، مبينا أن حقينة السدود لا تتعدى 25 بالمائة في مختلف مناطق المملكة.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن “مجموعة من الأحواض المائية على المستوى الوطني تسجل عجزا كبيرا، خصوصا حوضي أبي رقراق وأم الربيع، ومجموعة من الأحواض الأخرى التي لا تتعدى نسبة الملء فيها 20 بالمائة”.
وسجل الخبير ذاته أن حوض أم الربيع “لا تتعدى نسبة الملء فيه 6 بالمائة”، مضيفا أنه “باستثناء سد الوحدة الذي تبلغ نسبة ملئه 46 بالمائة معظم السدود الكبرى الأخرى، مثل بين الويدان والمسيرة وإدريس الأول، تسجل أرقاما متدنية، والعجز المائي بها يتفاقم، وذلك راجع إلى توالي سنوات الجفاف في السنوات الخمس الأخيرة”.
كما حذر بنعبو من مواجهة المملكة سنة استثنائية جديدة،”من شأنها أن تصعب بداية موسم فلاحي وفق المعايير التي نتمناها”، معربا عن أمله في “وصول منخفضات رطبة تحمل أمطار الخير للبلاد في الأيام المقبلة”، ومؤكدا أن المملكة ستواصل مواجهة الخصاص المائي في المستقبل.
المصدر: وكالات