يستعد شاب مغربي مقيم بإقليم كاتالونيا بإسبانيا لتقديم دعوى قضائية، الاثنين المقبل، ضد إغناسيو غاريغا، المستشار العام لحزب فوكس اليميني المتطرف، بسبب “الهجوم العنصري والتهديدات التي يتعرّض لها” في الأيام الأخيرة بسبب ملصق يتضمّن علمي المغرب وإقليم كاتالونيا.
ووضع الشاب المغربي مراد البودوحي ملصقا في شارع رئيسي بمقاطعة “لاردة Lleida” بإقليم كاتالونيا يضم صورته الشخصية وعبارات “انهض من أجل لاردة” كدعوة إلى مواصلة الدفاع عن المدينة ويطلب من خلالها مقترحات السكان في هذا الشأن؛ فيما وضع العلم الوطني المغربي بجانب علم إقليم كاتالونيا وتحتها سنة 2025.
ولم يكن البودوحي يتوقّع أن يتوصّل بعد وضع الملصق بكم وصفه بـ”الهائل” من المكالمات الهاتفية والرسائل على تطبيق “واتساب” التي تضم عبارات “تهجّمية عنصرية” من قبيل: “عُد إلى بلادك وقدّم نفسك كعمدة في المغرب”، و”أنتم أبناء (..)، تدافعون عن المغاربة قبل الإسبان، وعليهم أن يحبسوكم أيها الأوغاد”، و”ليس علينا أن نتكيف مع الشريعة الإسلامية”.
وفي اتصال هاتفي لهسبريس مع مراد البودوحي، قال إن “هدفي من وضع الملصق في ذلك المكان وفي هذه الفترة التي لا تعرف إجراء أي انتخابات هو تنبيه الأحزاب السياسية بالإقليم، الذي يضم نحو 24 ألف مهاجر مغربي مقيم، إلى ضرورة إشراك الأجانب في العملية السياسية والتسيير ومنحهم الزكيات الانتخابية، والتأكيد على أن المغاربة جزء لا يتجزأ من هذه المدينة”.
وأشار إلى أن العديد من المغاربة الحاصلين على الجنسية الإسبانية وعلى شواهد جامعية والمنخرطين في أحزاب سياسية لعقود يرغبون في المشاركة في تسيير مدنهم وبلدياتهم والدفاع عن مواطنيهم، “إلا أن زعماء هذه الأحزاب لا يمنحونهم فرصة الترشّح ولا يضعونهم في لوائحهم الانتخابية”.
ولفت البودوحي إلى أن الملصق الذي أثار الكثير من الجدل “ليس فيه ما يستحق أن يهاجم بسببه”، متّهماً المستشار العام لحزب فوكس، إغناسيو غاريغا، بـ”تحريض مناصريه الذين يتابعون حسابه على منصة X لمهاجمته”.
وكان غاريغا أعاد نشر صورة الملصق على حسابه بالمنصة مع عبارات وصفها الشاب المغربي تهجماً عنصرياً قال فيها: “عليكم أن تختاروا: إما الشريعة الإسلامية أو القوانين الوطنية”، مضيفاً: “نريد أن تظل كاتالونيا كاتالونيا، لا الجزائر ولا المغرب”.
وتأسف مراد البودوحي، الذي يشغل منصب عضو مجلس استشاري تابع لبلدية “لاردة” ويدير وكالة لمساعدة المهاجرين غير النظاميين، لكون حزب فوكس الإسباني “دائم الهجوم على المهاجرين بشكل عام والمغاربة بشكل خاص”، مؤكداً أن “استغلال الحزب اليميني المتطرف للإسلام بات يطغى على جميع خطاباته الموجهة ضد المغاربة، بالرغم من أن الملصق كان خالياً من أي إشارة إلى أي دين”.
وأوضح أن سياسيي فوكس “يحاولون استهداف المغاربة الناشطين ببلدياتهم عبر اتهامهم بعدم احترام ثوابت المملكة الإسبانية؛ وهو الأمر الذي أكدنا عكسه أكثر من مرة، وقد رفعنا دعوى قضائية، في وقت سابق، من أجل إعادة صورة الملك الإسباني فيليبي السادس إلى مكانها في مقر البلدية بعد إزالتها من طرف حزب ذي توجه انفصالي كاتالوني كان يتولى تسيير المجلس، وفي النهاية فزت بالقضية”.
وخلص مراد البودوحي إلى أن “هؤلاء يرفضون تشبّث المغاربة بوطنهم (المغرب) ودفاعهم عن وحدته عبر رفض -على سبيل المثال- وضع أعلام جبهة البوليساريو الانفصالية ببناية البلدية الكاتالونية في مناسبات مختلفة”؛ وهو ما يُترجم، حسبه، إلى إقصائهم من المشاركة في التدبير ومهاجمتهم.
المصدر: وكالات